بوقاحته المعهودة، شنّ كيان الاحتلال الإسرائيلي في تحدٍّ سافر للقيم الإنسانية والقواعد الأخلاقية والقوانين والمواثيق الدولية؛ حرباً عدوانية على قطاع غزة المحاصر استهدف منازل المدنيين موقعاً مئات الضحايا بين شهيد وجريح جلّهم من الأطفال والنساء، على مرأى العالم ومسمعه، ليضيف إلى سجله الأسود انتهاكات جديدة جسدت طبيعته الإر*ها*بية الهمجية.
العدو الصهيوني، ومنذ زرعه غدة سرطانية في منطقتنا العربية، يزعزع الأمن والاستقرار ، ويهدد السلم ليس في المنطقة فحسب، بل إقليمياً ودولياً، ففي أي حرب أو عمل إر*ها*بي أو أزمة ومؤامرة تجده فيها، مستغلاً دعم الغرب وتأمين غطاء حماية دولية له، لذلك نراه يتمادى طولاً وعرضاً، بلا حسيب أو رقيب، في ظل التعامي الدولي على وحشيته بحق شعوب المنطقة عموماً ، والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، التي يشنها بزعم ” الدفاع عن النفس ” وهو المرتكب للحروب والعدوان والمجازر؛ والغاصب للأرض والحقوق العربية، بينما من يدعمه لا يرى حق الشعب الفلسطيني في دفاعه عن نفسه وحقوقه المستلبة !
ردع العدو الإسرائيلي ، لا يكون إلّا بالمقاومة بكل أشكالها، وخاصة المسلحة التي هي الطريق الوحيد للجمه، واستعادة الحقوق ، وما كان له أن يعلن تحقيق أهدافه الإجرامية من حروبه القذرة بحق الفلسطينيين ، إلّا ليسوغ لنفسه وقفها مرغماً من جانبه ومسارعته إلى إنهائها والتماس الوساطة لوقف إطلاق النار من جانب المقاومة الفلسطينية الباسلة التي امتلكت الزمام ومرغت أنفه في التراب.
المقاومة الباسلة فرضت حضورها بقوة في تصديها للإر*ه*اب الإسرائيلي، وردها الحاسم على ما اقترفته يداه الآثمتان، ولقنته درساً لن ينساه بأن اليوم لم يعد كما الأمس حيث كان يعربد ويعتدي، وأن مظلة الغرب لن تنفعه، وانفلاته الوحشي لن يكون بعد اليوم، مع امتلاك محور المقاومة لقوة الردع الاستراتيجي وإعلانه على الملأ جهوزيته واستعداده للرد المباشر، ولكل الخيارات عندما يتطلب الأمر، وأن ما شهده من قوة ردع إحدى أذرع المقاومة الفلسطينية المناضلة التي لم تحرك إلّا جزءاً بسيطاً مما تمتلكه هو بمثابة تحذير له، هزّ أركانه وأنزل الهلع في صميمه، فتدارك أمره مسرعاً كي لا يتورط أكثر في عدوان واسع يخشاه ولا يريده.