زيارة بيلوسي عربدة أمريكية

أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان مؤخرا توتراً شديداً بين أمريكاو والصين التي تعتبر تايوان جزءاً من البرّ الصيني ولا تعترف بها دولة مستقلة منذ إعلان استقلالها عن االصين عام 1949/.

ورغم التحذيرات الصينية شديدة اللجهة على لسان معظم المسؤولين الصينيين من العواقب الرهيبة للزيارة على العلاقات الصينية – الأمريكية إلاّ أن المسؤولة

الأمريكية أصرت على القيام بزيارتها الاستفزازية الاستعراضية متجاهلة كل المواقف الصينية والدولية التي شددت على أن هذه الزيارة هي تدخل سافر في شؤون الصين الداخلية ولعب بالنار ، وستقوض العلاقات بين البلدين وستهدد السلم والاستقرار في مضيق تايوان.

وقبيل الزيارة بعدة أيام أصدرت بيلوسي بياناً أشارت فيها إلى أنها ستزور أربع دول في آسياو هي سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان ولم تأتِ على ذكر تايوان إلا أنه تبين لاحقاً أن هذه الخطوة هي للتمويه وأن زيارة تايبيه مدرجة على جدول أعمال جولتها الآسيوية.

وفي ردّ أولي على هذه العربدة الأمريكية أعلنت الصين

عن مناورات عسكرية ضخمة في ست مناطق محيطة بتايوان بالذخيرة الحية كما توعدت بردود فعل أخرى على زيارة بيلوسي المعروفة بعدائها الشديد للصين.

ومن الملاحظ أن السياسة الامريكية تجاه الصين وعلى مدى العقود الماضية تقوم بشكل خاص على تصعيد الاستفزازات وإثارة التوترات ضد بكين ذلك لكون العملاق الصيني الذي يعد ثاني أقوى اقتصاد في العالم منافس رئيسي لأمريكا في التجارة العالمية والخريطة

الجيوسياسية .

وبحسب بيانات منظمة التجارة العالمية فإن قيمة الصادرات العالمية من السلع والخدمات الصينية

بلغت 74ر18 تريليون دولار عام 2019 ما يعادل 14 بالمئة من إجمالي الناتج العالمي كما سجل الميزان التجاري الصيني خلال العام نفسه فائضاً ضخماً بلغ 422 مليار دولار وهي أرقام مقلقة بالنسبة للساسة الأمريكيين.

ومن المعروف أن واشنطن وبكين خاضتا عام 2018

حرباً تجارية شرسة بعد أن فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضرائب ورسوماً

بنسبة 25 بالمئة على بضائع ومنتجات صينية بقيمة 250 مليار دولار، وقد ردت الصين عليها بخطوات مماثلة.

ولم يقتصر الاستفزاز الأمريكي الجديد على الصين بل قامت بيلوسي في إطار جولتها بزيارة إلى منطقة الحدود بين كوريا الجنوبية وكوريا الديمقراطية وكان الهدف من ذلك أن تقدم رسالة استفزازية واضحة إلى بيونغ

يانغ من جهة ولدعم حليفتها سيئول من جهة ثانية وذلك

في إطار النهج السياسي الأمريكي لإثارة التوترات

وتأجيج الأزمات بين دول العالم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار