ما قصة الدراما السورية؟!
(الدراما السورية… صناعة فكر ومسؤولية مجتمعية) كلام هام وخطير يبرز أهمية ورشة العمل التي أقامتها وزارة الإعلام مع لجنة صناعة السينما والتلفزيون حول دور الدراما في التصدي لحرب الوعي وإر*هاب الفكر والتي وصفها المشاركون بأنها من أخطر الحروب التي تعرضت لها سورية وتستهدف بنيتها السياسية والثقافية والمجتمعية ورغم تباين وجهات النظر وتنوعها إلّا أن المشاركين أجمعوا على التأثير الكبير الذي تلعبه الدراما في الفرد والمجتمع حيث يعتبرها الناس حقيقة والأجيال الصغيرة تنظر إليها على أنها الواقع، ما يحملنا مسؤولية كبيرة لأن نكون حراساً ومدافعين ضد تزييف الفكر والثقافة.
من وجهة نظر الشارع السوري ..المشكلة تبدأ من كتابة النصوص الدرامية التي بدأت تستورد أفكار من الهند تارة ومن كوريا ..وأمريكا اللاتينية تارة أخرى بحجة أن هذه الأعمال نجحت وحققت سوقاً واسعة حتى وصلت رداءة النصوص إلى اعتبار قصة ريا وسكينة جزءاً من التراث الشامي ؟!!
والبعض من شركات الانتاج يعمد إلى التشويه بغرض التشويق الباهت وبعذر أقبح من ذنب وهو التسويق العربي ولأن الجمهور “عايز كده” وهذا يعيدنا إلى حالة التدهور والسفاهة التي مرت بها الدراما المصرية عندما صورت المجتمع المصري غارق بالمخدرات وتحكمه الراقصات وعصابات المافيا وألغت قيم هذا المجتمع وثقافته وحضارته العريقة ! .
إن الحرب القاسية التي مرت على سورية كانت من أحد أسباب الفوضى فيها الدراما المحلية التي نقلت صورة سيئة عن المجتمع بلغت فيها ذروة الشذوذ والانحدار الأخلاقي والفساد المالي الذي توجد فيه حالات فردية وليس صورة نمطية عن المجتمع وهذا خلاف الحقيقة حيث أن المجتمع السوري في جوهره طيب متسامح مثقف يتمسك بالقيم ويحاول بناء ما تهدم منها ويسعى إلى تكريس القدوة والمثل الأعلى ولاسيما في نفوس الشباب .
وفي بداية السطر لابدّ من أن نسجل محاولة جادة لإعادة الدراما السورية إلى السكة الصحيحة من خلال طرح المشاكل التي تعانيها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
كما ندعو لإقامة مهرجان تلفزيوني سوري يهدف للحفاظ على صناعة الدراما السورية وإنشاء مجلس أعلى للدراما، و إحداث معهد عال للفنون السينمائية، ودعم قناة الدراما والحفاظ على هويتها لكونها سفيرة أعمالنا المحلية إلى السوق المحلية والخارجية.
ولاشك أن ثمة أكثر من تحدٍّ تواجهه الدراما السورية سواء في النص أم الإنتاج وأيضاً المضاربة في التوزيع وبالتالي فإن الأمر كان يحتاج هذه الورشة العمل أو ربما أكثر لتقديم اقتراحات للنهوض بالدراما السورية.
ولعل هذا ما ذهب اليه وزير الإعلام محذراً من الخطر المحدق الذي يحيط بالدراما والمجتمع المتمثل في خطاب الكراهية وتعميم السلبيات وتزييف الحقائق والتي تبنتها بعض النماذج من الدراما مبيناً أن الحديث عن صناعة الدراما يجب أن ينطلق من أفكار واقعية تستند إلى قدرتها على التأثير من خلال الصورة والصوت والأعمال القادرة على زرع الأفكار الهادفة وترسيخ القيم التي تحملها مجتمعاتنا من تراث غني بالعادات والتقاليد والعبر.
ونؤكد أن الدراما المحلية ستكون أقوى بمقدار حفاظها على قيم المجتمع السوري وجوهره.