ارتفاع رسوم النوادي الصيفية يحرم الأهالي من تسجيل أبنائهم
نور حمادة
بعد رحلة من الجهد والتعب خلال العام الدراسي تعدّ الإجازة الصيفية فرصة ثمينة يستغلها الطالب لملء أوقات فراغه بفائدة تعود عليه وعلى أسرته واستثمارها بالأنشطة والفعاليات عبر النوادي بأشكالها التعليمية والترفيهية، إلّا أن أسعارها الجنونية مؤخراً باتت تعترض ما خطط له هذا الطالب من برنامج صيفي ينمّي مواهبه لعدم قدرة الأهالي على تحمّل هذه الأقساط، ما يجعلهم عاجزين عن تسجيل أبنائهم فيها ومنتقدين ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الفائت.
حيث امتنعت ليلى (50 عاماً) وهي موظفة في إحدى المؤسسات الحكومية عن تسجيل أطفالها الثلاثة في النادي، لأن راتبها لا يكفي لتسجيل طفل واحد، وهي التي اعتادت خلال السنوات الماضية تسجيلهم بعد انتهاء العام الدراسي في النوادي الترفيهية برسم تسجيل 50 ألفاً لكل طفل، بينما الآن يطلبون 200 ألف كرسوم، وبرأيها أنه يجب وضع تسعيرة محددة للنوادي وأن يكون هناك سقف للأسعار حتى لا ترتفع أكثر.
وبعد عملية بحث متواصلة عن نادي يناسب ولديه التوءم ودخله الشهري، فشل عمران (47 عاماً) في إيجاد نادٍ داخل مدينة دمشق قسطه الشهري أقل من 250 ألفاً على حدّ قوله، وإن دفع القسط ليس شهرياً إنما دفعة واحدة خلال فترة الصيف لذلك قرر الاستعاضة عن النادي بترفيه أولاده في الحدائق والمتنزهات المجانية خلال فترة العطلة.
وإن شغل أوقات الأبناء وكيفية إدارته من أهم الأشياء التي تشغل بال الآباء والأمهات حسب الاختصاصية الاجتماعية لورا معروف، وذلك لما لذلك من تأثير إيجابي على سلوك الطفل، إلّا أن ارتفاع أقساط النوادي الصيفية حرم عدداً كبيراً من أصحاب المواهب من الترفيه وممارسة هواياتهم التي تعطيهم الكثير من المهارات والقيم النبيلة.
وبرأي معروف أن على الأهل أن يبحثوا عن حلول بديلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة كممارسة الألعاب التعليمية في المنزل، وشراء بعض الكتب المسلية وتعلم اللغة عبر المواقع الإلكترونية ودعمهم لقضاء أوقات فراغ مفيدة بعيداً عن استغلال النوادي الخاصة التي تطلب أسعاراً كاوية لا تستطيع أغلبية الأسر تحملها.
بدوره أوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التربية غسان شغري لـ”تشرين” أن وزارة التربية بالتعاون والتنسيق مع عدد من المنظمات الشعبية -منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة- والمنظمات غير الحكومية والدولية (الهلال الأحمر العربي السوري– دائرة العلاقات المسكونية- تريانكل / الجيل الإنسانية- المجلس النرويجي للاجئين- إسعاف أولي الدولية- اليونيسيف) إضافةً إلى عدد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية بتنفيذ نوادٍ صيفية مجانية تتضمن دورات تقوية مكثفة تعليمية في المواد الأساسية وأنشطة ترفيهية للمشاركين فيها، وهذه النوادي متوافرة في جميع المحافظات تقريباً.
وعن دور الأندية الصيفية في صقل شخصية التلاميذ وتعزيز المهارات لديهم، أكد شغري أن للأندية دوراً بارزاً ومهماً في تنمية قدرات التلاميذ وإكسابهم خبرات تعليمية تعزّز مستواهم الدراسي ومهارات التفكير الإبداعي ورفع تحصيلهم العلمي، وإكسابهم مهارات جديدة من الناحية الاجتماعية ومراعاة الفروق الفردية وتوسع معارفهم وخبراتهم بطرائق مبتكرة وحديثة بعيداً عن التلقين والطرائق التقليدية.
ونوّه شغري بأن وزارة التربية تعمل باستمرار على زيادة عدد النوادي الصيفية المجانية في جميع المحافظات ولاسيما في المناطق النائية وشبه النائية، وتوجيه المبادرات والمشاريع المطروحة لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب، وبناء قدرات كوادرها بشكل مستمر بما يتماشى مع تطور سير العملية التربوية التعليمية، وتأمين الأطر الإدارية والتدريسية ذات الكفاءة العالية لتحقيق الأهداف المنشودة من النوادي الصيفية.