الشائعات الإلكترونية تشوش العلاقات الاجتماعية وتنقل الأكاذيب

دينا عبد:

تعد وسائل التواصل الاجتماعي من الأدوات المهمة في الإعلام الاجتماعي، نظراً لما تقوم به من أدوار اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية ولاسيما أن مواقع التواصل الاجتماعي تغزو حياتنا اليومية؛ فقد أصبحت شريكاً حقيقياً في التنشئة والعلاقات الاجتماعية.

و يكاد لا يمر يوم من دون أن تنتشر الشائعات أو الأخبار الملفقة والكاذبة في العديد من المواقع الاجتماعية والتي تتناقلها بسرعة الضوء من دون التحقق من مدى صدقها أو كذبها.

والشائعة -حسب د.سمر علي كلية التربية جامعة دمشق- هي مجرد رسالة سريعة الانتقال كالنار في الهشيم، قد يكون الهدف منها إحداث البلبلة ونشر الفوضى، وقد تلعب على وتر معرفة الأثر على الجمهور المتلقي والرأي العام في محاولة الترويج، مثلاً لزيادة أجور أو تغيير الأسعار أو تعديل سياسات وخصوصاً في فترة الأزمات.

وغالباً ما تغلف الشائعة بالإطار الشائق والمثير الذي يدغدغ مشاعر الناس وعواطفهم وحاجاتهم، ما يجعل من السهل تصديقها وسرعة تناقلها من دون التثبت من صدقها ومصدرها؛ فالحاجة الماسة لزيادة الدخل تدفع الناس إلى تصديق إشاعة زيادة الأجور وضبط الأسعار؛ وفي المقابل كلما زادت الشائعات في مجتمع ما ، زاد معدل الجهل والسطحية وقلة الوعي لدى بعض الأفراد؛ ويفترض على الجهات الرسمية تقصّي الحقائق وتأكيد المصدر الحقيقي الرسمي للأخبار الصادرة عنها، وضرورة ملاحقة مروجي الشائعات وإخضاعهم للرقابة القانونية والعقوبات اللازمة في حال أدت الشائعات إلى الفوضى والأذى للآخرين أو للشأن العام.

وفي الآثار البعيدة للشائعات حسب د.علي أنها حولت شخصيات تافهة إلى مشهورة وعبقرية سياسية واجتماعية؛ فلم تعد الشهرة تحتاج الإنتاج العلمي أو الثقافي بل الدعم الإلكتروني (بالإعجاب والمشاركة).

وتسهم الشائعات الإلكترونية في تشويش العلاقات الاجتماعية ونقل الأكاذيب والحط من كرامة الأشخاص والمؤسسات.

ولم يكن قانون مكافحة الجريمة الإلكترونية إلّا محاولة لضبط التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي، ومنع استغلالها من الأفراد لنشر الأذى والفوضى والإساءة للآخرين، ولابدّ من التأكيد هنا على ضرورة التحلي بالوعي والحكمة عند تناول الأخبار اليومية في مواقع التواصل الاجتماعي، فليس كل ما فيها حقيقياً وصادقاً ومفيداً وعدم الانجرار وراء الأخبار والمواقع الكاذبة غير الموثوقة، وضرورة تقصي الأخبار ومصادرها الحقيقة من المواقع الرسمية فقد أصبح من الواضح جداً ما هو صادق وما هو كاذب من المواقع الإلكترونية ولم يعد سهلاً التلاعب بالمتابعين لمواقع التواصل وبأفكارهم أو التقليل من ذكائهم ووعيهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار