جيشنا في عيده الـ 77.. على العهد وفي الميادين حتى النصر
مها سلطان:
شهر الجيش.. هكذا هو شهر آب بالنسبة لأبناء الوطن الذي يستهلونه في أول أيامه بالاحتفال بعيد جيشهم الباسل الذي يختم في آب لهذا العام 2022 سبعة وسبعين عاماً كان فيها- ولا يزال- في الخطوط الأمامية دفاعاً عن سورية الوجود والهوية والمستقبل، بقدر دفاعه عن الأمة الوجود والهوية والمستقبل.
وإذا كان جيشنا البطل يُوصف بأنه الجيش الذي أمضى أطول فترة نضال وقتال بمواجهة الكيان الصهيوني، فهو يُوصف أيضاً بأنه الجيش الذي يخوض أعتى حرب إرهابية يتعرض لها جيش ودولة في التاريخ، وما زال صامداً يقاتل وينتصر.
في كل تلك السنوات الـ77 وخصوصاً السنوات الـ12 الماضية، لم يكن السوريون وجيشهم إلا يداً واحداً، جيشنا منبع عزنا وفخرنا، والحامي الذي ما زال يُشعل الساحات معارك وانتصارات، ومع كل معركة، ومع كل نصر، عيد جديد لجيشنا البطل.. ولسورية الوطن.
ليس كالسوريين من يحفظ عن ظهر قلب تاريخ جيشهم ومعاركه وانتصاراته، لا يحتاجون لكتبة التاريخ والمدونين، يعرفون جيداً كيف ينقلون ويتناقلون هذا التاريخ من جيل إلى جيل، بعيداً عن المزورين والمتآمرين والخونة.. وليس كالجيش العربي السوري يَحفظ عهد الشعب والوطن، ويملأ صفحات التاريخ مجداً وعزاً.
السوريون، ومنذ بدء الحرب الإرهابية
يدونون يومياتهم على وقع يوميات جيشهم في ميادين القتال.. يوميات يحفظونها على ضخامتها وامتدادها واستمراريتها.. تسألهم عنها فيقصّونها عليك بحماس وثقة واعتزاز، وكأنهم كانوا في الميادين نفسها وفي قلب معاركها، فكيف إذاً بالسوريين الذين كانوا فيها فعلاً وعاشوا ووثقوا يومياتها ساعة بساعة بحكم أن قراهم وبلداتهم كانت تحت همجية وإجرام الإرهابيين، ثم حررها جيشنا ببطولات وتضحيات تُشرّف صفحات التاريخ وتُعيد تصحيح مساره حول ما تعرض ويتعرض له الجيش السوري من حملات تضليل وتشويه لتاريخه: نشأة، وتطوراً، ومراحل، ودوراً، ومكانة.
يقول السوريون: إذا كان أي أحد يجهل حقيقة وقوة الجيش العربي السوري، وإذا كان أي أحد يشكك في عقيدته ووطنيته ودوره، فلينظر كيف يراه الأعداء.. الأعداء يرون في الجيش العربي السوري المدافع الأول عن قضايا الأمة العربية، ويرون فيه حاجز الصد والرد المتقدم على كل جبهة وميدان في مواجهة المشاريع والمخططات التي تحيكها الدول الاستعمارية – قديمها وحديثها – للسيطرة على خيرات الدول العربية.. جيشنا ما زال على العقيدة الوطنية القومية نفسها التي نشأ عليها عام 1946 وآمن بها، وبأن الدفاع عن أي بلد عربي هو الدفاع عن سورية.. لذلك الهجمة عليه شرسة، وبكل المستويات، زيفاً وكذباً وتضليلاً وتشويهاً لمسيرته وعقيدته وبنيته وتكوينه المجتمعي والوطني.
السوريون، مازالوا على عهدهم مع جيش الوطن ، وما زال هذا الجيش على عهد الوطن دفاعاً وتضحية.. كل يوم يمر هو يوم لتكريم جيشنا البطل.. لولاه ولولا تضحياته ودماء شهدائه لما كنا ولما كان الوطن، فطوبى لجباه مكللة بغار النصر أو الشهادة.. طوبى لسواعد مرفوعة دائماً وأبداً دفاعاً وتضحية.. وأملاً.