17 ألف مواطن رفضوا مغادرة المدينة تحت ضغط الإرهاب
تشرين :
في زيارة «تشرين» للمدينة قصص كثيرة من النجاح والعمل بعد تحرير المدينة من التنظيمات الإرهابية، عمل المجلس كما يشير رئيس مجلس مدينة عربين المهندس راتب شحرور، على تشجيع السكان للعودة والبدء في تأهيل منازلهم ومحالهم وورشهم، لافتاً إلى أن ما يقارب 17 ألف نسمة من الأهالي بقوا صامدين ولم يغادروا المدينة، مضيفاً: كان للمجتمع الأهلي دور مهم وبارز في كثير من الأعمال والنشاطات في المدينة، فعمدنا كمجلس لتفعيل المجتمع الأهلي، الذي كان حريصاً على التفاعل مع مجلس المدينة، من خلال الثقة العالية التي تولدت بيننا، هذا المجتمع المندفع لإعادة ما خربه الإرهاب، لتعود المدينة كما كانت، فعربين تمتاز بأنها منطقة تجارية ذات طابع عملي ومهني على مستوى سورية، وهناك منتجات غذائية على مستوى عالمي تصدر للعالم، وبذلك تعتبر أحد الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني، فكان العمل مع الشركات التي بدأت عملية ترميم معاملها، ومنها على سبيل المثال معمل الدرة لتصنيع المواد الغذائية المتعددة، الذي يرسل منتجاته إلى 65 دولة في العالم، وكانت مستودعات المدينة مقرات مستأجرة لمحلات المواد الغذائية لتجار دمشق، ويعتبرونها مكاناً آمناً لبضائعهم.
أضاف رئيس مجلس المدينة: قمنا بترميم المدارس بالتعاون مع جميع الأطراف، لإعادة هذه الصروح الحضارية والتعليمية الكبيرة، والمباني الحكومية، كشعبة التجنيد وصالة التجزئة والسجل المدني، والمحكمة، ومقر البلدية، وبالمساهمة الفعلية للمجتمع الأهلي، وبالتنسيق مع محافظة ريف دمشق، كما ساهم المجتمع الأهلي في ترميم العديد من المنازل، والعمل مستمر في ذلك، وأيضاً نفذت العديد من المشاريع لإعادة شبكات الصرف الصحي والكهرباء وغيرها، لتعود المدينة لوضعها الطبيعي.
وكان لابد من الاستفادة من الأمبيرات في تأمين الحاجات الأساسية للكهرباء بالتعاون مع المجتمع الأهلي، وقام مجلس المدينة بوضع ضوابط لأسعارها، سواء للورشات المهنية، أم غيرها لزيادة العملية الإنتاجية، وتم التأكيد على أصحاب الأمبيرات لتزويد المدارس والدوائر الحكومية والمساجد والبلدية بالكهرباء مجاناً.
ومن بين الأعمال التي قدمها المجتمع المحلي أيضاً 6 سيارات للبلدية وسيارة إسعاف وسيارة للمهندسين، بالإضافة للمساعدات التي تأتي من المحافظة لتعبيد الطرقات والصيانة.
وقال نزيه العربيني عضو مجلس محافظة ريف دمشق: المجتمع الأهلي في المدينة فاعل ومتعاون، ولديه اهتمام كبير بمدينته وقدم الكثير، من خلال المساهمة في إعادة ترميم المدارس وعودتها لوضعها الطبيعي، وفي هذا الإطار تم ترميم 9 مدارس وهناك مدرستان ستكونان جاهزتين مطلع العام الدراسي الجديد، كما تم ترميم الكنيسة والجامع المجاور للكنيسة، ومجلس المدينة الذي كلف بحدود 150 مليوناً على نفقة المجتمع المحلي، وهناك متعهد للمدينة الرياضية بكلفة تقديرية 140 مليوناً على نفقته الخاصة.
بشكل عام تجاوزت مساهمات المجتمع المحلي الأربع مليارات ليرة بما قدم حتى الآن على المستويات جميعها.
وقال نبيل أبو بكر المشرف على الكنيسة: تعود الرعية في الكنيسة لعام 1260 ميلادية وكانت عبارة عن غرفة واحدة، وفي عام 1870 استكمل بناء الكنيسة، وتم ترميم قاعة الاستقبال التي تعرضت للتخريب من قبل الإرهابيين، وهناك باحة للأطفال وقاعة للاستقبال، وتعتبر الكنيسة الوحيدة في الغوطة الشرقية.
ويؤكد أبو بكر على التعاضد والتلاحم بين الكنيسة والجامع باستذكاره لمواقف تعود لعشرات السنوات، حين كان أبو صلاح البقاعي جارهم يقوم يومياً يكنس الطريق لمسافة 200 متر من أمام الكنيسة وحتى الجامع القريبين من بعضهما، مضيفاً: لم نكن نشعر بأي تفرقة، ليبقى التآخي العنوان الأبرز -الذي يجمعنا، والعادات المشتركة التي جمعت الجانبين كأبناء مدينة واحدة.