تخصيص مصروف شهري للزوجة غير الموظفة أولوية اجتماعية

دينا عبد:

أصبح توفير مصروف خاص للزوجة غير الموظفة من أولويات الزوج في بعض الأسر، حيث يلزم بدفع مبلغ شهري مقطوع لزوجته لتلبي متطلباتها الشخصية من دون الحاجة إلى أن تطلب منه.

محمد ( موظف) يقول: إن زوجتي كانت تعتمد عليَّ في تأمين حاجاتها الشخصية، ولكن بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل جنوني، ولأن طلباتها لا تنتهي مع دخول كل شهر، قررت تخصيص مبلغ خاص لها على اعتبار أنها غير موظفة فرضيت بالفكرة، ورأيت أن هذا الحل سيعفيني من الطلبات المستمرة.

وترى هنادي أن تحديد مبلغ معين كمصروف ثابت للزوجة يوضع لها بحساب باسمها فيه راحة للطرفين، خاصة إذا كانت تحسن التعامل مع زوجها، لهذا يطبق الكثير من الأزواج هذه الفكرة المريحة والمنظمة، وبالنسبة لي فزوجي يمنعني من التدخل في بقية المصروفات لطالما حصلت على مصروفي، فلا أعلم عن بقية راتبه أي شيء، ولكن هذا لا يمنع بأن أطالبه بزيادة مصروفي كلما زاد دخله، وأكثر ما أقوم به هو إدخاره في حسابي المصرفي إلى حين الضرورة.

أما هيفاء فمن وجهة نظرها تقوم الزوجة غير العاملة بمجهود كبير في بيتها ورعايتها لأبنائها ولزوجها من دون أن يساعدها أحد، فهي من تطبخ وتغسل وتكوي، ومن حقها أن يكون لها مصروف ثابت تشتري به ما ترغبه كبقية الموظفات، ويكون لها حساب بالمصرف حتى تشعر باستقلاليتها المادية، ولا يعني هذا أنه مقابل عملها في منزلها، بل على العكس من حقها أن تكون لها نفقتها الخاصة في حدود إمكانية الزوج، فالمادة أصبحت الآن مهمة بين الأزواج، فتؤثر على علاقتهما العاطفية حتى لو كانا في منتهى المحبة والتفاهم، لأننا نعيش في زمن مادي.

وتشير ريم موظفة إلى أن عملها يستهلك أغلبية ساعات اليوم، ومع ذلك فزوجها متفهم لطبيعة عملها، ولكنها -وعن طيب خاطر- تساهم ببعض احتياجات البيت برغم أن زوجها يرفض ذلك ويعده إهانة له برغم تواضع راتبه بالنسبة لراتبها.

ومن وجهة خبير التنمية البشرية وتطوير الذات م. محمد خير لبابيدي في البداية يجب وضع الزوجة في صورة الوضع العام ومدى استطاعة زوجها لتأمين متطلباتها ضمن الظروف الحالية الصعبة التي تمر على الجميع ؛ ولكن أود القول: إن الزوج ملزم بزوجته، سواء أكانت موظفة أو ربة منزل، فعلى عاتقه تقع مسؤولية الصرف عليها وتأمين مايلزمها من طبابة ولباس وغير ذلك.

ويجد م. لبابيدي أنه لا مانع من تخصيص مصروف مقطوع للزوجة إما يومي أو شهري يمكن أن تؤمن من خلاله متطلباتها عن طريق الادخار الشهري لما يعطيه لها زوجها .

وبيّن في ختام حديثه أن مصروف الزوجة بات موضوعاً مهماً، خاصة مع ظروف الحياة التي لم تعد تمكن الزوج من تأمين عدة متطلبات في شهر واحد، كمسؤوليته بتأمين حاجات المنزل اليومية، ومصروف أبنائه وتدريسهم ومصروفاتهم الشخصية، خاصة أننا نرى اليوم أن طبيعة الدخل لا تتناسب مع الأسعار إذا كان الزوج موظفاً ينتظر راتبه مع بداية كل شهر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار