صناعة المنتخبات فن وموهبة

في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن تنال الرياضة نصيبها من المعاناة من الضغوط الخارجية والمادية والاجتماعية بأشكال أصبحت فيها صناعة الفوز إنجازاً مهماً سواء كانت ساحته محلية أم إقليمية أو دولية، وبالتالي أصبح مجرد تشكيل منتخب رياضي للوطن إنجازاً ننتظر إطلالته على الساحة الرياضية، ومن المتابعة لساحة النشاط والعمل لألعابنا الرياضية التي كنا وما زلنا وكما عودتنا ننتظر منها الإنجازات، ومثالنا في ذلك كرات القدم والطائرة والسلة واليد والمصارعة والجودو والكاراتيه، نجد أن الهدف الأول في استراتيجية اتحاداتها كان تشكيل منتخب للعبة والبدء بتحضيره، ويتم التركيز في هذه الاستراتيجية وما يتبعها من خطة وبرامج عمل، على الجانب النفسي والإعداد المعنوي للاعبين بالتعاون مع الإعلام ووسائل التواصل العامة والخاصة باللعبة بشكل أصبح فيه الوصول إلى مجرد الفوز التمهيدي هدفاً بشكل يترافق مع شحن معنوي يركز على الثقة بإحراز الفوز وأهمية هذا الفوز واعتباره مسؤولية رياضية وشخصية ووطنية .

ومن هذا المنطلق ومع حساب كل هذه الجوانب التي تتعارض مع الواقع، نجد أن منتخباتنا تقع في مطبات الهدف من المشاركات والنتائج، فالشارع الرياضي والإعلامي وأجواء اللعبة وجماهيرتها يعيشون حالات الفرح عند أول فوز يجعلهم على بوابة إحراز الانتصار الكامل في المشاركة العربية أو الاقليمية وتسيطر الأحلام الاحتفالية على أجواء المنتخب الذي يفاجئنا بخسارة غير معقولة أو غير متوقعة تجعل طريقه نحو قمة الترتيب صعباً أو مستحيلاً.

وهذا ما يضع المنتخب في حالة الإحباط النفسي وهي الحالة التي يحذر خبراء الرياضة من الوقوع فيها لأنها الحالة الأهم في فشل صناعة المنتخبات .

إنها الحالات التي نعيشها حالياً في أجواء إعادة صناعة الرياضة السورية.

تناقضات بين توصيف اللعبة قبل الدخول في المشاركات الخارجية وبين النتائج التي تبدو كأنها مفاجأة فتنقلنا إلى حالة الإحباط النفسي، ومن المنطق أن تضع القيادة الرياضية منهج عمل لصناعة المنتخبات الوطنية وصناعة الفوز ، ويشارك في دراسة ووضع هذا المنهج الخبرات الفنية للعبة جنباً إلى جنب مع الاتحاد المختص ولجانه، فنكون أقرب إلى التوصيف الحقيقي للعبة وطريق وسبل تطويرها، ونكون قد ابتعدنا عن الآراء الفردية والقرارات الآنية الصادرة عن اتحادات يعتقد أفرادها أنهم هم اللعبة وهم فقط مصدر توصيفها الأوحد . فالرياضة في طريق العمل للوصول إلى الأمل ويحتاج ذلك إلى تكاتف المختصين والخبرات ليكون القرار في حالة الأقرب إلى الصحيح .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار