“الأيقونة السورية والمدرسة الحلبية” في جمعية “العاديات”
رنا بغدان
“الأيقونة” كلمة يونانية الأصل تعني “صورة” وهي عبارة عن عمل فني يصور موضوعاً دينياً وقد أخذت بُعدها الكامل في “بيزنطة” أولاً ثم بشكل خاص لدى الكنائس الشرقية في مختلف العصور، وقد تنوعت مدارسها وفق البلدان حيث نجد إلى جانب الأيقونة البيزنطية أو اليونانية مدارس سوريّة وقبطية ورومانية وروسية.. من هنا دعت جمعية “العاديات” فرع اللاذقية إلى حضور محاضرة بعنوان “الأيقونة السورية والمدرسة الحلبية” يقدمها الأب الدكتور “اسبيريدون فياض” وذلك عند الساعة السابعة من مساء اليوم السبت في مقر الجمعية الكائن في اللاذقية شارع 8 آذار.
عن هذه المحاضرة ومضمونها ومحاورها يتحدّث الأب الدكتور فيّاض في تصريح خاص لـ”تشرين” فيقول:
تتناول المحاضرة في موضوعها نقاطاً ومحاور عديدة نذكر منها: نشأة الأيقونة بدءاً من القرن الثاني الميلادي ومعنى كلمة “أيقونة” حسب أفلاطون, و”الأيقونة البيزنطية” التي انتشرت في أرجاء الدولة البيزنطية مع التأكيد على أن العناصر السوريّة وخاصة “التدمرية” منها والعناصر المصرية وخاصة “وجوه الفيوم” كانت من أهم الروافد الأساسية لها. ثم تتناول بشكل خاص “مدرسة الأيقونات الحلبية” التي ساهمت في تطوير فنّ رسم الأيقونات وذلك من خلال تأسيس ورشة عمل نالت شهرة كبيرة خلال الفترة الممتدة بين النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي والنصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي وذلك من خلال إنتاجها الفني الغزير بدءاً من إبداعات الأب المؤسس الخوري “يوسف المصوّر الحلبي” الذي ولد في مدينة حلب حوالي منتصف القرن السابع عشر ومن بعده ولده القس “نعمة الله المصوّر” وحفيده الشماس “حنانيا المصوّر” وابن حفيده الشماس “جرجس المصوّر”، والتي استمرت حتى بداية القرن التاسع عشر مع استعراض لأهم خصائص هذه المدرسة من حيث هيئة الوجوه والأجسام, الزخرفة والتزيين, الكتابات العربية واللغة السردية.
ويتابع الأب الدكتور فيقول : سيكون الختام بذكر أثر المدرسة الحلبية في الفن الأنطاكي واستعراض أهم الدراسات التي تناولت هذه المدرسة منها كتاب “أيقونات ملكية” – متحف سرسق في بيروت 1969, و”معرض دمشق ولاهوت الأيقونة” – مكتبة الأسد الوطنية 1987.. مع التمني باستكمال الدراسة على ضوء المعلومات والدراسة الحديثة.
يذكر أن الأب سمير “اسبيريدون” ميشيل فيّاض من مواليد اللاذقية وحائز درجة الدكتوراه في علم الآثار المسيحية- قسم الفن البيزنطي من كلية اللاهوت في جامعة أرسطو اليونانية – تسالونيك، وقد نال درجة الماجستير في اللاهوت اختصاص رعائيات وإجازة في اللاهوت من جامعة البلمند في لبنان, حائز أيضا شهادة مساعد مجاز في العلوم الزراعية من جامعة تشرين السورية، وهو خبير ضمن سورية ولبنان والمهجر في أصول الفنّ والرسم البيزنطي وفنّ ترميم الأيقونات البيزنطية واللوحات القديمة من تسالونيك في اليونان منذ عام 1989 ، ومعتمد في المديرية العامة للآثار والمتاحف في اللاذقية منذ عام 2008, وقد أسس محترفاً خاصاً للرسم البيزنطي تحت اسم ” مركز القديس لوقا الإنجيلي لتعليم الرسم البيزنطي ولترميم الأيقونات” منذ عام 2000 في اللاذقية, وقد عمل أستاذاً محاضراً لعدد من السنوات في جامعة تشرين في كليتي الهندسة المعمارية والفنون الجميلة, وهو عضو مشارك في كتابة “الموسوعة التاريخية والأثرية للساحل السوري” من وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب وله عدد من الكتب والمؤلفات ومشاركات في العديد من المؤتمرات والندوات والمعارض , وعدة مقالات ومقابلات تلفزيونية وإذاعية وصحفية.