وزيرة الثقافة من حلب: توسيع نشاط محو الأمية في الأرياف والسجون والمصانع
رحاب الإبراهيم:
استهلت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة المشوح جولتها في اليوم الثاني لمدينة حلب في اجتماع صباحي مع دائرة تعليم الكبار في صالة “تشرين” عبر لقاء كادر هذه المديرية والاطلاع على نتائج عملها والصعوبات التي تواجهها ريفاً ومدينةً، لتتوجه بعد ذلك لحضور ورشة خيال الظل المقامة في المكان ذاته بهدف الحفاظ على هذا التراث اللامادي، الذي تبذل جهوداً كبيرة للمحافظة عليه وصونه، في حين كانت محطتها الثالثة في معرض فني في صالة الأسد للفنون التشكيلية ضم لوحات ومشغولات فنية لـ33 فناناً من مدينة حلب.
وزيرة الثقافة أكدت خلال لقائها العاملين في دائرة تعليم الكبار معرفتها بصعوبات العمل الكثيرة، ولعل أبرزها الحرب وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وكانت لحلب حصة كبيرة كونها كانت الأكثر تضرراً، مشيرة إلى أن أهالي حلب لا يستحقون إلا الفرح والحب وألا يرموا إلا بالورود، مشددة إلى وجود عمل كثير مع بذل جهود حثيثة لاستعادة حلب مكانتها ودورها الثقافي، مؤكدة أن العاملين في القطاع التعليمي الأكثر تقديراً والأقل مردوداً مادياً، وهذا سائد في كل دول العالم وليس في سورية فقط.
بدوره ياسر عابدين رئيس دائرة تعليم الكبار في حلب استعرض نتائج عمل الدائرة خلال العام الحالي ومقارنتها مع العامين الفائتين، حيث أشار إلى أن عدد الدورات المفتتحة ذكوراً واناثاً بلغت 47 دورة وعدد الدارسين ذكوراً وإناثاً وصل إلى 813 دارساً، بينما بلغ عدد الدورات المفتتحة في السجن المركزي 7 دورات للذكور والإناث وعدد الدارسين 150 دارساً.
وتطرق عابدين إلى استراتيجية عمل الدائرة عبر التأكيد على تنفيذ مسح ميداني للأميين في المحافظة ريفاً ومدينة من خلال اللجنة المشكلة على مستوى المحافظة، وإعلان عدة “قرى الهدف” بتحريرها من الأمية في منطقة دير حافر والريف الشرقي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية، وتدريب وتأهيل الكوادر التعليمية والمدرسين للجهات المتعاونة لافتتاح دورات التحرر من الأمية وتشجيع المتحررين من الأمية وحثهم على المتابعة في تعليمهم لمراحل متقدمة وإقامة دورات في المبادئ الأولى للحاسوب للمتحررين من الأمية مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وغيرها.
ولفت رئيس دائرة تعليم الكبار إلى أن الظروف المعيشية الصعبة تتسبب في عزوف بعض الدارسين عن الالتحاق بدورات محو الأمية، كما أن سيطرة العادات والتقاليد تمنع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى عدم رغبة الكثير من الأميين الالتحاق في صفوف محو الأمية، كما أن عدم الاستقرار في بعض ريف المحافظة بسبب الهجرات الموسمية يشكل عائقاً لالتحاق الدارسين بدورات محو الأمية، مبيناً أن الفقر يعد من أهم الأسباب التي تدفع الأهالي لدفع أولادهم للعمل بعيداً عن المدرسة.
واقترح عابدين مجموعة من الأفكار لتوسيع برنامج تعليم الكبار كاغتنام وجود (الجوالات) بأيدي الشباب بتصميم برنامج “أندرويد” حسب مناهج محو الأمية وتعليم الكبار بشكل ممتع، وتخصيص برنامج تلفزيوني على الفضائية التربوية لتعليم محو الأمية والقيام بحملة إعلامية على أعلى المستويات تدعو إلى مكافحة الأمية وإعادة تفعيل صفوف الأمية في الجيش العربي السوري، وتضافر جميع الجهود المؤسسات الرسمية والأهلية للمسح الإحصائي لمعرفة أعداد الأمية ثم التخطيط لافتتاح دورات محو أمية للفئة المستهدفة، وإحداث طابع محو أمية يعود ريعه لصندوق عمليات محو الأمية ورفع تعويضات مكافآت العاملين في محو الأمية أسوة بالوكلاء بالتربية.
وفي رد وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح على نتائج عمل دائرة تعليم الكبار ومقترحاتها، أشارت إلى أن أغلب المقترحات قد طرحت في اجتماع مركزي في العاصمة دمشق لتطوير عمل دائرة تعليم الكبار والمساهمة في القضاء على الأمية، مشيرة إلى أن التعويضات رفعت من 18 ألفاً إلى 60 ألف ليرة مع العمل بصورة مستمرة على تحسين الواقع المعيشي للعاملين لكن حالياً ظروف البلد صعبة والإمكانات المادية غير متاحة بالقدر الكافي في ظل استمرار احتلال ثروات البلاد.
ولفتت إلى ضرورة وجود تعاون بين وزارة الثقافة مع وزارتي التعليم العالي والتربية من أجل تشجيع الطلاب في بعض الكليات على المشاركة في برنامج محو الأمية، مثنية على عمل دائرة تعليم الكبار وخاصة فيما يتعلق بجزئية الدخول إلى السجون وإقامة مراكز ثقافية وتفعيل العمل الثقافي وإقامة دورات لتعليم الكبار ومحو الأمية على نحو يحفز السجناء تلقائياً على تعلم القراءة والاطلاع أكثر، ما يسهم في إنارة الفجوة السوداء في حياتهم، لافتة إلى وجود اتفاقية مع وزارة الداخلية بهذا الخصوص لتنظيم آليات العمل، مشيرة إلى أهمية الدخول إلى المصانع أيضاً وخاصة في ظل وجود عدد كبير من العمال تسربوا من المدارس للعمل، مستفيدين من تعميم غرفة صناعة حلب لكل الصناعيين بخصوص موافاة دائرة تعليم الكبار بأسماء العمال الأميين لاتباع دورات محو أمية في مقر الغرفة، داعياً إلى الدقة والمصداقية في تقديم الأرقام المتعلقة في محو الأمية حتى تكون النتائج صحيحة.
وفي الإطار ذاته أثنت وزيرة الثقافة على ورشة خيال الظل التي أقامتها مديرية التراث اللامادي ومديرية الثقافة في حلب، مشيرة إلى ضرورة تعاون كل الجهات للمحافظة على هذا التراث المهم وديمومته، لافتة إلى مسؤولية وزارة الثقافة الكبيرة لصون فن خيال الظل ومسرح الدمى والعمل على استمراريته بكل الطرق الممكنة.
ت- صهيب عمراية