الحمولات الشاذة وغياب التنسيق يساهمان بتخريب الطرق المركزية في طرطوس
رفاه نيوف:
مع بداية كل صيف تبدأ ورشات صيانة الأوتستراد الدولي أعمال الصيانة وتستمر هذه الأعمال حتى بداية الشتاء، وقد لوحظ أن الكثير من الأماكن التي تتم صيانتها تتعرض للتخريب مع بداية موسم الأمطار، لتتم صيانتها مجدداً في الخطط القادمة، وقد علمت «تشرين» من مصادر مطلعة أن السبب يعود إلى تدني مواصفات الإسفلت المنتج وبالتالي سينعكس ذلك على التنفيذ وتخريب عدد من المواقع بعد أشهر قليلة .
مدير فرع المواصلات الطرقية بطرطوس المهندس حسين ناصر أجاب عن تساؤلاتنا، مؤكداً أن صيانة المواقع نفسها كل عام ليست دقيقة ولدينا ما يثبت ذلك، وأشار إلى أن مقطع طرطوس الطرقي ممتد من الجعفريات حتى حريصون، و تعد محافظة طرطوس ما قبل وخلال الأزمة وحتى اليوم الواجهة الاقتصادية لسورية، فكل ما يأتي من المواد المستوردة عبر المرافئ السورية يتم نقله براً، وجميع النشاطات الاقتصادية الموجودة في بانياس والتي يتم نقل المشتقات النفطية منها عبر المقطع الطرقي لمحافظة طرطوس وكذلك يتم نقل المشتقات النفطية عبر طرطوس إلى لبنان، وجميع الصهاريج التي تنقل الحمولات النفطية هي حمولات محورية شاذة زائدة عن الحد المسموح فيه، لأن وسائل نقل المشتقات النفطية لا تخضع للمراقبة ، إضافة إلى أن محافظة طرطوس منطقة مطرية بامتياز ومن الطبيعي أن يحصل تخريب في مناطق تقع على الأوتستراد.
وأشار إلى تراجع المبالغ المخصصة لصيانة الأوتستراد وجميع الطرق الأخرى، وحالياً يوجد عقد مع الطرق والجسور لصيانة المواقع المتخربة والأكثر تضرراً وتصل القيم العقدية إلى 300 مليون ليرة ستضاف إليها فروقات الأسعار، وسنوياً تتم إعادة تقييم للأوتستراد ومن ثم صيانته وتوجد خريطة رقمية للحرص على تكرار صيانة المواقع نفسها، فنحن حريصون على السلامة المرورية وسلامة المواطنين وهي من أولويات عملنا ونسعى سنوياً لزيادة المبالغ المخصصة للصيانة لكونها العصب والشريان الحيوي الاقتصادي الذي يربط الساحل بالداخل.
وأضاف ناصر: صعوبات كثيرة تقف بوجه العمل وأهمها الشح الهائل بالمشتقات النفطية ، فشركات القطاع العام عانت من نقصها وتأمين المحروقات والسائل الإسفلتي ومستلزمات العمل اللوجستية ، مع ما تشهده باستمرار التغيرات السعرية ، ورغم ذلك وضمن هذه الظروف الصعبة نسعى للحفاظ على سلامة الطرق بجاهزية مقبولة .
وبالنسبة للإسفلت المستخدم فهو محلي من مصفاة بانياس وغيرها من المنشآت المنتجة له وهو يخضع لأخذ عينات، وأحياناً يكون جيداً وأحيان أخرى يكون متوسطاً وفي حال عدم مطابقته للمواصفة يتم إبلاغ الجهات المعنية ، والوصول لمنتج مطابق .
وعن الحفريات الموجودة على الطريق المركزي بانياس القدموس من قبل هاتف بانياس ، وتقع على منعطفات خطيرة ضمن قرية بارمايا التي شهدت عشرات الحوادث وراح ضحيتها عدد من الأرواح ، أكد ناصر أن هذا الموضوع شائك جداً ونعاني منه كثيراً في كل المواقع فجميع الشركات سواء مؤسسة المياه أو الكهرباء أو الهاتف تقوم بمخالفة حفر الطرق العامة من دون التنسيق معنا أو العودة لمديرية المواصلات الطرقية ، أو حتى إعداد محضر وفق الأصول يوقع من المحافظ ، ونحن بدورنا وبعد المخالفة على طريق بانياس القدموس موقع بارمايا خاطبنا المحافظة لمعالجة هذا الموضوع ، وفي كل المواقع يقوم مهندسو المحاور بإعلامنا عن التجاوزات ونحن بدورنا نعد الكتب ونوجهها للمحافظة لأننا لسنا سلطة تنفيذية وليس لدينا ضابطة عدلية, نحن نقوم بواجبنا وفق الأصول ، وأنا بدوري تواصلت مع مدير (اتصالات طرطوس) من أجل هذا الموضوع فكان الجواب: المسؤول مدير اتصالات بانياس، لإعادة تسوية هذه الحفريات المخزية والمعيبة ومن دون وضع أي إشارة أو التنسيق معنا، مؤكداً أنه لا بد من ردعها وعدم استمرارها .