“الجينات القافزة” نقاط مشتركة بين البشر والإخطبوط
تشرين:
على مدار عقود، درس الباحثون كيفية تطور بعض الحيوانات لتصبح ذكية، خاصة الأخطبوط، الذي حير العلماء، ووصفه بعضهم بأنه كائن فضائي، لأنه لا يشبه أي حيوان على كوكبنا هذا، يمتلك دماغاً شديد التعقيد، وقدرات معرفية فريدة من نوعها تميزه عن بقية الحيوانات اللافقارية.
وتوصل العلماء إلى اكتشاف جديد، يظهر وجود تشابهاً جزئياً في الدماغ البشري. والأخطبوطات، التي تعد واحدة من أكثر الكائنات اللافقارية ذكاء، وتحتوي كل من مورثات البشر ومورثات الأخطبوط، على عدد كبير من “الجينات القافزة” القادرة على تكرار نفسها.
ووفقا لدراسة حديثة نُشرت في دورية “بي إم سي بيولوجي” (BMC Biology)، كشف فك التسلسل الجيني لنوعين من الأخطبوط أنهما يملكان “جينومات” مليئة بمجموعة من “الجينات القافزة”، والتي تشكل حوالي 45% من الجينوم البشري، ويعزى إليها ذكاء الأخطبوط، مبينة أن دماغ الإنسان ودماغ الأخطبوط يشتركان في نفس “الجينات القافزة”، التي تعتبر مثالا للعناصر الوراثية المتحركة وهو ما يمكن أن يساعد في فهم سر ذكاء هذه الكائنات الرائعة، كما يساهم في فهم تطور الذكاء الإنساني أيضاً.
وأكدت الدراسة التي أجراها فريق من 20 باحثاً من جميع أنحاء العالم في “المدرسة الدولية للدراسات المتقدمة” في مدينة نابولي الإيطالية أن نفس الجينات القافزة نشطة في كل من دماغ الإنسان ودماغ الأخطبوط الشائع، والأخطبوط ذي النقطتين في كاليفورنيا، وقد تكون مرشحة لأبحاث مستقبلية حول الذكاء وكيفية تطوره وتنوعه بين الأفراد داخل النوع الواحد.
ويشكل البحث دليلاً واضحاً ومباشراً على ظاهرة التطور المتقارب، أي حدوث عملية جزيئية من التطور الجيني في نوعين من الكائنات الحية غير متشابهين وراثياً استجابة لاحتياجات مماثلة.