التهرب من المسؤولية
قبل ثلاثة أيام اختتمت بطولة كأس آسيا الـ٣٠ التي استضافتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا والتي خسر فيها المنتخب اللبناني نهائي البطولة أمام نظيره الأسترالي بصعوبة بالغة بفارق نقطتين، ومع ذلك كسب المنتخب اللبناني ثقة واحترام الآخرين، وكان في عيون محبيه ومتابعيه البطل غير المتوج الذي شرّف السلتين اللبنانية والعربية وتلك هي القصة بعينها، وهو ما طلبه الجمهور السوري من منتخبنا خلال مشاركته بالبطولة، أي أن يلعب بروح قتالية عالية ولا مشكلة في حال خسر بنتائج مقبولة وإنما بشرف ولكن المنتخب الوطني خيب كل الآمال والتطلعات، ولكن يجب أن توزع المسؤوليات التي يتهرب منها المعنيون ويتقاذفها الجميع وقت الفشل أو المطالبة ببرنامج محو أميتنا السلوية التي بانت في كل فشل تعلق ضعفها وتراجعها على شماعة الأزمة التي واجهتها سورية وتستجدي مزيداً من السنوات لحلحلة المشاكل والعقد التي تلازم السلة السورية وتحرير عقليتنا وتطبيق الخطط والبرامج الاستنهاضية التطويرية التي يتحدثون عنها قولاً وليس فعلاً.
وهنا سنستذكر ما صرح به نجم منتخب لبنان وائل عرقجي الذي نال لقب أفضل لاعب بكأس آسيا وذلك بعد فوز منتخبه على الأردن في الدور نصف النهائي عند سؤاله لماذا يستحق منتخب لبنان أن يكون البطل لقارة آسيا؟ فكان جواب العرقجي بأن فريقه يستحق ذلك لأنه جاء من بلد منكسر وكل هم اللاعبين أن يرفعوا راية البلد ويُفرحوا الشعب اللبناني، وهذا بالفعل ما فعله المنتخب تماماً حيث أسعد جمهوره وأشعرهم بالفخر والاعتزاز رغم أن المنتخب اللبناني خسر المباراة النهائية أمام أستراليا بشرف.
وخلاصة القول، بالنسبة للسلة السورية نرى مشروع تطوير اللعبة الشعبية الثانية يمر من دول الجوار التي تتفوق علينا كثيراً وتسبقنا بمراحل ونحن نراوح بالمكان حتى (راحت علينا) وبتنا نتحسر على أنفسنا وتخلفنا لذلك يجب وضع سلتنا في أياد أمينة وشريفة تضع المصلحة العامة في سلم أولوياتها للارتقاء بسلتنا نحو الأفضل والأقوى.