لم أتمكن من قياس طول وعرض ابتسامتي التي كادت أن تتحول إلى قهقهة وأنا أقرأ آخر وأهم إنجازات وزارة الحماية..
14.5 مليار ليرة.. ليرة «تنطح» أختها، قيمة المخالفات الجسيمة التي ضبطتها الدوريات خلال ستة أشهر.. مخالفات تتعلق بمحطات الوقود والتلاعب بالمازوت والبنزين والغاز وزيت المحركات وهذه الأخيرة على سبيل المزاح، لأن ضبط مغاسل السيارات التي تتم فيها عمليات تبديل زيوت المحركات لا يقل أهمية عن مخالفة كازية تتلاعب بالكيل والتعبئة من خارج البطاقة والبيع بسعر زائد لأن هذه الأمكنة هي خارج اهتمامات الوزارة مثل: أسعار قطع التبديل وأجور الإصلاح في المناطق الصناعية ومثل ضبط أسعار المواد التموينية خاصة الغذائية منها مثل: الرز والسكر والمعلبات «على ندرتها» في المحال التجارية التي تشهد فلتاناً غير مسبوق بسبب غياب الرقابة..
طعام المواطنين وشرابهم يحتاج إلى الرقابة والضبط والمراقبة أكثر من أي وقت مضى، لأن القدرة الشرائية لأغلبية الناس هي أقل بكثير من قدرتهم على شراء الخبز ولأن الحال كذلك، يجب على الوزارة التفاخر باهتمامها بطعام الفقراء مع دوام شكرنا لها في مخالفات المحروقات ومحطات الوقود..
نشكرها على حرصها على توفير البرغل في صالات «السورية للتجارة»، حيث تكرمت على فرع طرطوس بمليون كيلوغرام برغل (كريم بالة) أي غير مستعملة ومازالت ورقة الموصفات عليها، وكتبنا سابقاً عنها وتمنينا معرفة مصدرها: التاجر أو المورد.. وفي أي عام أنتجت، فقد تزامن ذلك مع موسم الحصاد وقبل البدء في سلق القمح وتجهيزه للجرش حتى يصبح برغلاً..
من حقنا كمستهلكين، بعدما عجزت الجهات المعنية عن ضبط الأسواق والأسعار، أن نعرف ماذا نأكل على الأقل ومن هنا، وبعيداً عن الأسعار الجنونية لبرغل «السورية»، والذي تفوق أسعاره المواد الغذائية المستوردة، أن نعرف مصدر البرغل (المستودعات) التي خرج منها على الأقل وسنة التصنيع ..
ليس تعجيزاً، بل امتنان لها على جهودها لتأمين المواد بأيسر السبل.. أي من دون عقود توريد خارجية وكلف النقل البحري الزائدة.. أجارنا الله وأجاركم من الغرق.. بل باستمرار الدعاء بالسعادة لقلب وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وكل أجهزتها (الضاربة) في السوق والخبز والبرغل!