بعد وضع المزيد من الآبار في الخدمة.. «الحزام الأخضر» في درعا يعود إلى الواجهة مجدداً
عمار الصبح
ينتظر مزارعو منطقة الحزام الأخضر في درعا تأهيل المزيد من الآبار التي خرجت من الخدمة خلال سنوات الحرب، ليتمكنوا من ري أشجارهم المثمرة وخصوصاً الزيتون التي أنهكها العطش, ومع وضع إحدى الآبار في الخدمة بعد تأهيله وتشغيله بالطاقة الشمسية، استبشر المزارعون خيراً بعد سنوات من الانتظار كادت تقضي على مساحات واسعة من أشجارهم، ويحدوهم الأمل بتأهيل المزيد من آبار المنطقة التي تعد واحدة من التجارب الناجحة والحيوية لزراعة الأشجار المثمرة في المحافظة.
مدير الزراعة في درعا المهندس بسام الحشيش بيّن أن الآبار التي كانت موجودة في منطقة الحزام الأخضر المحيط في درعا على الحدود الأردنية, والتي كان يبلغ عددها 13 بئراً خرجت بالكامل من الخدمة خلال سنوات الحرب وتعرضت تجهيزاتها للنهب والتخريب، هذا إضافة إلى خزانات المياه التي تم إنشاؤها، ما دفع إلى القيام بالكشف على كل الآبار وتقييم الحالة الفنية لها والأضرار التي لحقت بها ووضع كشوف تقديرية لكل بئر، لافتاً إلى أنه جرى بالتعاون مع الهلال الأحمر وضع بئر الشياح في الخدمة بعد تأهيله وإعادة تشغيله بالطاقة الشمسية وهو من شأنه تخديم مساحات جيدة من منطقة الحزام ما يسهم في إعادة إحيائه مجدداً.
وأكد الحشيش أنه جرى الإعلان عن تأهيل خمس آبار أخرى موزعة على مناطق متفرقة من الحزام وأهمها : بئر “الخوابي” وذلك بالتعاون مع إحدى المنظمات الدولية التي قامت كوادرها بزيارات ميدانية إلى مواقع الآبار وأجرت كشوفاً تقديرية للأضرار التي لحقت بهذه الآبار التي من المزمع إعادة تشغيلها بالطاقة الشمسية، ما سيسهم في تخديم المزارعين وخصوصاً إرواء أشجار الزيتون المزروعة في المنطقة والتي كانت تعد من أهم المناطق المزروعة بالزيتون في المحافظة.
ويشكل مشروع «الحزام الأخضر» الذي بُدىء العمل به عام 1983 واحداً من أهم مشاريع التشجير المثمر في المحافظة، ويضم 19 قرية ويمتد على طول 40 كيلو متراً وعرض يتراوح بين 10 و 15 كيلو متراً بمحاذاة الحدود الأردنية، على مساحة تزيد على 6000 هكتار في محيط مدينة درعا، ويستفيد منه أكثر 5400 مزارع، وكان يعد من المشاريع الزراعية المهمة في المحافظة التي جرى تنفيذها دعماً للمزارعين بعد عمليات الاستصلاح للمنطقة التي يمتد عليها المشروع لتصبح صالحة لزراعة الأشجار المثمرة والتي يتصدرها الزيتون بواقع 1.5 مليون شجرة، حيث بلغ إنتاج أشجاره نحو 35 ألف طن من الزيتون، إضافة إلى مساحات أخرى مزروعة بأشجار اللوزيات والفستق الحلبي.