تحدوا التصلب اللويحي في سعيهم للحصول على الشهادات

أيمن فلحوط:
لم يوقفهم المرض عن أحلامهم، لأن طموحاتهم كانت أكبر من الأعراض التي يعانيها مرضى التصلب اللويحي، فقهروا كل ما يحيط بهذا المرض من أوجاع بالإرادة والتصميم اللذين تسلحوا بهما، حتى في أوقات التعب الجسدي والنفسي التي يمر بها المعنيون بهذا المرض.
أحمد فؤاد كلش 27 عاماً أنموذج من الذين تحدوا المرض، بعد حصوله على مجموعة مقداره 2152 علامة من 2800 علامة، ويتطلع لدراسة المحاماة بعد نجاحه في الثانوية العامة للفرع الأدبي، لتحقيق حلمه الذي راوده منذ الصغر كما يقول لـ” تشرين”، مضيفاً، كان لدي العزم للدراسة والإرادة لتحقيق طموحي في العودة للدراسة والنجاح، بعد انقطاع لمدة ثماني سنوات عن الدراسة، تلقيت الدعم من الأصدقاء في جمعية التصلب اللويحي قبيل الامتحانات، وخاصة خلال فترة الهجمات التي ترافق المصابين في هذا المرض.
أما السيدة رجاء دباح التي تركت الدراسة وهي بعمر 16 سنة في الصف العاشر كما تشير في حديثها لـ” تشرين”، مؤكدة أن حلمها في الحصول على الشهادة الثانوية رافقها منذ سنوات عديدة، وهي من مواليد 1971 بالرغم من إصابتها بالتصلب اللويحي المتعدد، ومعاناتها من غباش النظر والتعب والوهن في الجسم وتقلب المزاج خلال الهجمات التي تصيب المريض، فقد أصرّت على الدراسة وحاولت في العام المنصرم التقدم للامتحانات، وحملت مادة اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وخلال تقديمها مادة اللغة الفرنسية في العام الماضي فقدت القدرة على التركيز ومشاهدة الكلمات، لأنها كانت في وضع حرج من جراء تلك الهجمة المرضية، فقررت هذا العام المحاولة مجدداً، وحققت الأماني والطموحات متجاوزة التعب الجسدي والضغوطات النفسية وصعوبة الحفظ، معتمدة على دراستها المنزلية، والاستفادة من ملفات الـ bdf على موقع وزارة التربية، لتتمكن من رؤية الكلمات بشكل أكبر، متجاوزة تحدي صعوبة الرؤية بسبب الغباش الذي أصاب عينيها، وتتطلع لتحسين مجموعها القليل في الدورة الأولى لامتحانات الثانوية العامة من الفرع الأدبي، بالتقدم للدورة التكميلية الشهر القادم، سعياً لدراسة علم الاجتماع في جامعة دمشق.
فالإرادة كما تقول رجاء هي الحافز لها ولتحقيق طموحها، لأنها تصنع المستحيل بغية تحقيق الأحلام المستقبلية.
وتتوجه رجاء كزملائها من مرضى التصلب اللويحي بالشكر للجمعية في منحها الدافع الأقوى للحصول على الشهادة الثانوية، وهي التي عرف عنها مساندتها لمرض التصلب اللويحي من خلال الوقوف إلى جانبهم وتوفير الدعم النفسي لهم داخل المشافي وخارجها، وتشعر في تعاملها معهم كأنها معنية بمتابعتهم مثل بقية أفراد أسرتها.
ولا تنسى رجاء دور جمعية دعم مرضى التصلب اللويحي في منحها الدافع الأقوى لتقوم بالتقدم للشهادة الثانوية، لتحقيق ذاتها و وجودها.
في الوقت ذاته لم تخفِ فرحها وطموحها الشابة زينب 24 عاماً التي حصلت على مجموع مقداره 2410 من 3100 في شهادة التعليم الأساسي، وتتطلع لدراسة الفلسفة في المستقبل بعد حصولها على الثانوية العامة، وتكتب الروايات لأنها تحب الكتابة منذ الصغر، ومتعلقة بالقراءة بشكل كبير.
تضيف زينب: لم تراودني فكرة التراجع عن الدراسة وتقديم الامتحان بعد سنوات عديدة من التوقف، لأن القوة والعزيمة كانتا كبيرتين لتجاوز مواقف الضعف بمساعدة الأصدقاء وجمعية التصلب اللويحي، وتحديت مختلف الصعاب التي واجهتني وحققت مجموعاً أعتقد أنه جيد، قياساً بالظروف المحيطة بنا كمرضى التصلب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار