حملات توعويَّة إرشاديّة لنشر ثقافة النفايات الطبيّة
بارعة جمعة:
يسعى الكثير من نشطاء البيئة لأخذ دورهم في مجال التوعية البيئية، لكنها سرعان ما تبوء بالفشل الذريع، لعدم إيجابيَّة المتلقين، لنجد المشاهد تتكرر في التعديات على البيئة وبأساليب متتوعة، ممن امتهنوا بعضها لغايات مادية وشخصية على حدٍّ سواء، ومن بينها التجارة بالمخلفات الطبية التي عدَّها الكثيرون باباً من أبواب الرزق والتجارة الرابحة في أحيانٍ كثيرة.
ورش عمل
تتكاتف الجهود وتعلو الأصوات مطالبةً الجميع بالوعي والانتباه لأمور عدة، إلّا أن التطبيق على أرض الواقع لا يتعدى الأجزاء من المئة، والغريب اليوم قيام العديد من ورشات العمل التي أخذت على عاتقها مسؤولية بناء الوعي والتثقيف لدى الجمهور بمخاطر تحوق بهم، من دون الحصول على إجابات عن تساؤلاتهم كما هو حال الدكتور لدى مخبر تحاليل طبية “غسان شنان”، الذي أبدى رأيه في موضوع مهم وحيوي يُعنى بالنفايات الطبية وأثرها السلبي في حياة الفرد والمجتمع، مُلقياً المسؤولية الكاملة على عاتق الجهات الطبية التي من واجبها تعقيم هذه النفايات قبل وضعها في أكياس القمامة وتصديرها للحرق، وأكد شنان في تصريح لـ”تشرين” أن الخطورة اليوم تكمن في عدم الاهتمام بمخاطر مخلفات المرضى بعد خروجهم من المشافي، وبما يصدر عنهم من مخلفات الأدوية التي تعد نوعاً من التلوث بالأدوية، فالتوعية والإعلام ضروريان برأيه، إلّا أن إيقاظ الضمير غير كافٍ، ومن الضروري إلزام الجميع عبر تفعيل القانون وتطبيقه، وذلك بوضع دليل عمل وخطة واضحة و مدروسة للجميع، ومعاقبة المخالفين، فاليوم جميعنا لا نملك طريقة صحيحة للتخلص من هذه النفايات، لضعف آلية التطبيق وغياب القانون الناظم للعمل بهذا الاتجاه.
أصدقاء البيئة
كما شكل الالتفات لهذا الموضوع الطبي البيئي اهتماماً لافتاً من جمعية أصدقاء دمشق، ممثلةً بالدكتورة الصيدلانية وعضو اللجنة العلمية للجمعية “هالة شاهين”، التي أكدت في تصريح لـ”تشرين” الولادة الجديدة لهذه اللجنة التي عُنِيَت في التوعية بمخاطر البيئة عامة، وذلك بالعمل على مناقشة المشكلات والخروج بتوصيات ومن ثم رفعها للجهات المعنية للتنبيه بها.
واليوم مع انتشار ظاهرة الإهمال في القطاع الطبي بما يخص التعامل مع النفايات الطبية، كان من واجب الجمعية العمل ضمن خطة التوعية ودق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة السلبية جداً، عبر جولات مكثفة للمنازل المشافي، إلّا أن الاكتفاء بمحاضرة لن يثمر برأي الدكتورة “شاهين”، حيث إن العمل حالياً يقوم على التعريف بأهمية الاستثمار بمجال النفايات وذلك بعرض هذه الفكرة على المعنيين بالمحافظة، لتشجيع رجال الأعمال على تأسيس شركات خاصة أو قطاع مشترك للاستفادة منها.
فما تشير إليه الإحصاءات العالمية من أرقام وصفتها “شاهين” بالمخيفة، إثر إصاباتٍ بالإيدز والتهاب الكبد الإنتاني((B وC))، بسبب الإبر الملوثَّة والمرمية بالنفايات من دون وعي، يدعو للتفكير وتوعية المجتمع بهذه المخاطر المحيطة به.