تكاليف الإنتاج أرهقت مزارعي الأشجار المثمرة
السويداء- طلال الكفيري:
مع وصول إنتاج السويداء من الأشجار المثمرة: تفاح – عنب- تين- رمان- دراق- إجاص- كرز الخ”، هذا الموسم إلى ١٢٩ ألف طن، إلّا أن تسويق المُنتج -حسب عدد من المزارعين لـ«تشرين»- مازال يذهب للسماسرة والتجار، من جراء انعدام المنافذ التسويقية الضامنة لحقوق المزارعين فالتجار يشترونه منهم بأسعار زهيدة، ليتم طرحه بالأسواق بأسعار مرتفعة، ما أوقع المزارعين، في مطب الخسائر المالية، وخاصة أمام ارتفاع تكاليف الإنتاج التي باتت ترهقهم مادياً، فمثلاً وصلت أجرة ساعة الفلاحة على “العزاقة” إلى نحو ٢٠ ألف ليرة، وأجرة ساعة الفلاحة على الجرار الزراعي إلى ٥٠ ألف ليرة، وأجرة ساعة التقليم إلى 4000 ليرة، يضاف إلى ما ذُكر أسعار المبيدات الحشرية التي أصبحت تحتاج ميزانية مالية سنوية تفوق المليوني ليرة، طبعاً على حدّ قول المزارعين، ولاسيما بعد تحليقها اللا مسبوق، خاصة وسعر الكيلو الواحد من كبريت الذواب يبلغ في الصيدليات الزراعية ١٩٠٠٠ ليرة، علماً أن سعره الموسم الماضي كان لا يتجاوز الـ٩ آلاف ليرة، كما وصل سعر الليتر الواحد من مبيد ألفا سايبر إلى ٥٨٥٠٠ ليرة، أما ” ظرف” مانع التغذية فقد ارتفع من ٤٠٠٠ ليرة الموسم الماضي إلى ٨٨٠٠ ليرة هذا الموسم طبعاً هذا الظرف يكفي فقط لبرميلٍ واحد، كما قفز سعر ” ظرف” الزينيت من ٣٠٠٠ ليرة في العام الماضي إلى ٦٥٠٠ ليرة حالياً, وهو يكفي لبرميل واحد، وقد وصل سعر الليتر الواحد من مبيد دمكتين إلى ١٩ ألف ليرة.
ويضيف المزارعون: إن الباب التسويقي الوحيد المفتوح أمامهم هو سوق هال مدينة دمشق، فالطريق إليه مازال مملوءاً بالكثير من المنغصات، والتي أولها: “الكمسيون” الذي يتقاضاه القائمون على السوق, والذي يصل إلى ٨% من قيمة الفاتورة الإجمالية للكمية المبيعة، المترافق مع الدور شبه المعدوم لسوق هال مدينة السويداء، لكون تجاره غير قادرين على شراء كامل الإنتاج، فهو حديث ” الولادة” وافتقاده الكثير من التجهيزات اللازمة لعملية تصريف المنتج، والتي أهمها القبان الذي لم يتم إحداثه لتاريخه.
بدوره مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد قال لـ«تشرين» برغم قلة الهطلات المطرية، وموجة الصقيع التي جاءت بموعد الإزهار تقريباً، إلّا أن إنتاج المحافظة من الأشجار المثمرة لم يتأثر على الإطلاق، فالمناطق التي تأثرت أشجارها بالصقيع محدودة ولا تتجاوز سبع قرى.
وأضاف حامد: ثمة مشكلات ما زالت تفرض نفسها على مزارعي الأشجار المثمرة، إضافة لما ذكره الفلاحون وهي عدم توافر الأسمدة والمبيدات الحشرية بالشكل الكافي، ما يتعذر التسميد والرش، لعدم قدرة المزارعين على الشراء من جراء ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية لدى السوق المحلية، فضلاً عن ذلك الهطلات المطرية المتذبذبة بين موسم وآخر، ما أدى ويؤدي إلى عدم انتظام إنتاج الأشجار المثمرة.