معرضٌ قادم للرسم والخط نتاج ورشاتٍ للفنانين تغريد ومعيد الشيباني 

لبنى شاكر 

يُقال إنّ المُحاكاة تُساعد الأطفال على الرسم، كأن يُوضع أمامهم شيءٌ ما ويُطلب منهم محاولة رسمه، شرط أن يكون بسيطاً كالكرة أو التفاحة، كذلك يلجأ البعض لِرسم نصف الشكل بدايةً، ثم يُكمل الطفل النصفَ الآخر، في حين يشترط تعلّم الخط العربي، إمساك القلم بطريقةٍ صحيحة، من دون الضغط عليه أو الاستعجال في الكتابة، مع الجلوس بوضعيةٍ مناسبة، تسمح بالتحكم في المساحة بين الأحرف والكلمات، ولو بدت هذه النصائح سهلة التطبيق، فهي ليست كذلك في الحقيقة، فيما لو أراد المُتعلم تجاوز الخطوات الأولى إلى ما هو أكثر جدية.

الكلام عن تعليم فني الرسم والخط، يتخذ شكلاً مُختلفاً عند المُمارسة، لكونه يسمح باختبار ما قالته النظريات، ويُتيح تماساً مباشراً مع مُختلف ردّات الفعل التي يُبديها الأطفال، وهو ما عايشته الفنانة التشكيلية تغريد الشيباني والخطاط معيد الشيباني، خلال إشرافهما على ورشاتٍ أقامها المركز الثقافي في كفرسوسة مؤخراً، ضمت عشرات الأطفال من أعمارٍ مختلفة، على أن يُقام مطلع الشهر القادم معرضٌ لِما أنتجوه، تعريفاً بهم وبمواهبهم وإمكاناتهم مهما كانت، ووضعهم لأول مرة أمام جمهورٍ يُحاور ويسأل ويُقيّم.

تُؤمن التشكيلية الشيباني أن الرسم مقدرةٌ موجودةٌ داخل كلٍّ منا، فالإنسان يرسم قبل أن يكتب، ومعظم الأطفال يمسكون الأقلام ويرسمون خطوطاً عشوائية ورسوماً غير مفهومة بالنسبة لنا لكنها تُعبّر عن حكاياتٍ في خيالهم وأحلامهم أو في الواقع، تقول في حديثٍ إلى “تشرين”: “الهدف من الورشة تعليم بعض مبادئ الرسم، وزرع شيءٍ من الفرح والسرور على وجوه الأطفال، لكن الفائدة عادت على الأهل أيضاً، الذين استمتعوا وتعلموا أثناء مرافقة أولادهم، حتى إن إحدى الأمهات أحضرت دفتر رسمٍ وألواناً، ورسمت مع الصغار”.

تراوحت أعمار الأطفال المُشاركين بين 4 سنوات و12 سنة، رسموا بأنامل ذهبية كما تقول الشيباني رغم بساطة المواد المتوافرة، أما المبادئ والمواضيع التي تعلِّمها لهم فهي سهلة، وتُعطيها بأسلوب التبسيط مع تقريبها من الأشكال الهندسية كي تكون سهلة الرسم وسريعة الفهم، إضافةً إلى تعليم التلوين وبعض قواعد التظليل وطريقة دمج الألوان مع بعضها، تُضيف أيضاً: “البعض يُعاني صعوبةً في التعلّم، هؤلاء أُساعدهم بأكثر من طريقة وأشجعهم دائماً، وأياً كان ما يرسمونه فهو جميلٌ وجيد، وتبقى الموهبة أمراً نسبياً، هناك أطفال موهوبون لكنهم سريعو الملل، بينما يحب آخرون الرسم ويحاولون ويكملون عملهم، الموهبة وحدها لا تكفي”.

في ورشة الخط، تراوحت أعمار المُشاركين بين 6 سنوات و18 سنة، مع الإشارة -حسبما يقول الفنان معيد الشيباني- إلى أنه لا علاقة للعمر بتعلّم الخط، أما المبادئ التي يستند إليها، فهي تُعنى بدايةً بتحسين الخط وتهذيبه ليكون مفهوماً ومقروءاً، إضافة إلى تعليم أنواع الخطوط العربية وكيفية كتابتها.

يقول لـ “تشرين”: “من خلال هذه الورشات نستطيع اكتشاف أطفالٍ موهوبين ومُميزين في مجال الخط، لأن الموهبة أيضاً لا تتعلق بالعمر، عندنا طفلة عمرها 6 سنوات، تستطيع تقليد أي نوع من الكتابة بشكلٍ حرفي سواءً كانت كتابةً عادية أو خطاً من الخطوط العربية”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار