كيف تمكن لبنان والأردن من الوصول إلى عرش آسيا بكرة السلة؟
حاتم شحادة
في الوقت الذي ودّع فيه رجالنا تصفيات كأس العالم بكرة السلة وبطولة الأمم الآسيوية بخفي حنين ونتائج وُصفت بعضها بالقياسية سطّر نجوم منتخب “الأرز” اللبناني ومنتخب “النشامى” الأردني انتصارات ملحمية في بطولة آسيا الحالية في إندونيسيا.
وباعتبار أن أطراف المربع الذهبي تضم الضيفين على البطولة من القارئ الأوقيانوسية أستراليا ونيوزلندا إضافة للمنتخبين الشقيقين الأردن ولبنان اللذين استطاعا الإطاحة بعملاقي اللعبة في آسيا وهما إيران والصين فإننا نستطيع القول إن هذين البلدين الجارين باتا الأقوى على مستوى القارة الصفراء.
ولعل هذا الإنجاز ليس بالطارئ حيث سبق للمنتخبين الوصول لأدوار متقدمة على صعيد البطولة الآسيوية والتأهل إلى كأس العالم أيضاً، إلا أن اللافت أن المنتخبين سرعان ما امتلكا جيلاً جديداً يستطيع الحفاظ على القمة لسنوات قادمة.
فالمنتخب الأردني قرر الاعتماد على جهاز فني وطني بقيادة المدرب وسام الصوص والحفاظ على مجنسه تاكر الذي تمكن الأردنيون من كسب ولائه منذ سنوات فلم “يهرب” في أول فرصة سانحة على غرار مجنسي المنتخب السوري.
وقدم المنتخب الأردني في البطولة أسماء شابة بارزة على غرار فريدي إبراهيم الذي منح بلاده ثلاثية تاريخية في لقاء تايوان كان لها الدور باستمراره في البطولة، إضافة إلى لاعب الخبرة الدويري المحترف في الدوري التركي.
من جانبه قدم المنتخب اللبناني نفسه بصورة البطل منذ الأدوار الأولى وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها لبنان فإن ذلك كان سلاحاً حفّز اللاعبين لتقديم الأفضل وليس شماعة لتبرير الفشل والهزيمة كما يفعل نظراؤهم في سورية.
وتمكن المنتخب اللبناني من إحداث الفارق بفضل مهارات نجومه وائل عرقجي وسيرجيو درويش والقائمة تطول، كما أن قرار الاتحاد اللبناني بالاعتماد على مجنس جديد أعطى ثماره بسرعة.
ولذلك نأمل أن تكون التجربة في كلا البلدين محفزة للتطور والارتقاء بكرة السلة السورية التي تتجه نحو الأسوأ بسبب استمرار العقلية البدائية في إدارة أمور سلتنا واتباع سياسة الهروب إلى الأمام التي دأبت عليها اتحاداتنا الفاشلة المتعاقبة.