بحيرة اصطناعية وآبار جوفية تحلّ مشكلات العطش في ريف سلمية الشرقي
حماة : مختار سلهب
ازدادت مشكلة العطش في ريف سلمية الشرقي في العديد من القرى أهمها التجمعات السكانية الكبيرة كنواحي صبورة والسعن والحمراء والقرى التابعة لها .. وهذا أرهق الأهالي وبات المستنزف الأول للمال الشحيح كضرورة ملحة ومصدراً لاستمرار الحياة في ظل حلول عاجزة وغير مجدية تقدمها الجهات العامة لا طائل منها.
ويقول الأهالي في بلدة عقارب الصافية ومنهم عدي القطلبي وأحمد غيبور و ربا حيدر و محمد الحلو و خالد ديب إن مياه الشبكة تصل لبعض البيوت في البلدة بمعدل أقل من ساعة كل 20 يوماً وبعض الأحياء لا تتمكن من تعبئة كالون سعة 30 ليتراً للشرب فقط، ما يضطرنا لشراء المياه من صهاريج خاصة تجلب المياه من الأراضي الزراعية من دون رقابة صحية وندفع تكاليف باهظة إذ يصل سعر 10 براميل إلى 14 ألف ليرة ولا تكفي أكثر من أربعة أيام، علماً أن البلدة تعاني غياب عدالة التوزيع لأن الشبكة موزعة بشكل غير مدروس والتحكم بإغلاق الأنابيب في فوضى عارمة و(الشاطر) من يفتح سكر الماء باتجاه منزله فلا يشرب ولا يدع غيره يشرب حسب قولهم .
وفي بلدة صبورة الأمر لا يختلف كثيراً لأن دور الماء كل عشرة أيام وأحياناً تتضاعف حسب توفر المازوت والكهرباء للتشغيل حسب قول الأهالي ومنهم عدنان الحسن ومحمد إبراهيم وشادي وبرهان اليونس مع وجود محطة تحلية المياه الكبريتية وعدد من الآبار السطحية .
وذكر بعض أهالي قرية جدوعة يمثلهم اسماعيل ضعون وطلال بلان وحسين الحواط ومريم و ربا الأحمد أن دور الضخ في شبكة المياه كل 10 أيام لمدة تقل عن الساعة وقد لا تصل إلى نصف ساعة في الأغلب ويتم الشراء من الصهاريج بمعدل 3 صهاريج لكل أسرة بقيمة تصل إلى نحو 90 ألف ليرة شهرياً، وهذا الأمر مرهق مادياً للأسر الغنية فكيف الأمر مع محدودي الدخل .
والأمر ينسحب على بقية التجمعات السكانية في قبيبات وتل عبد العزيز وقليب الثور وسوحا والسعن وغيرها .
وناشد الأهالي الجهات المعنية العليا بإيجاد حل دائم لهذه المعاناة التي يزيد عمرها على 70 عاماً ولا تزال في تفاقم متوالٍ مقترحين إنشاء بحيرة اصطناعية بين كل أربع بلدات منها كتجمع بلدات صبورة والمبعوجة وعقارب وجدوعة لكون الآبار السطحية في طريقها إلى الجفاف ويوجد مخزون جوفي كبير من المياه الكبريتية يمكن استخراجه باستخدام الطاقة الشمسية وضخها في الشبكة بعد تبريدها للاستخدام المنزلي والاعتماد على المناهل المتوافرة حالياً وزيادة عددها إذا اقتضى الأمر لتوفير مياه الشرب وهذا يحقق عدة أهداف أهمها تأمين مصدر مائي دائم وتنشيط المنطقة زراعياً لخصوبة الأراضي المحيطة بها وتحسين المياه السطحية وزيادة رقعة الغطاء النباتي الذي يسهم في الحد من التصحر والجفاف وتأمين فرص عمل للشباب والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية .
رئيس وحدة مياه صبورة فادي الأسعد أقر لـ(تشرين) بالواقع الصعب لتوفير المياه في مجال الوحدة التي يتبع لها 64 مشروع ضخ المستخدم منها جزئياً 22 مشروعاً فقط لنقص المازوت اللازم للتشغيل والتقنين الكهربائي الكبير بمعدل ساعة وصل مقابل 5 ساعات قطع في أحسن الأحوال وهناك آبار تتعرض للجفاف وعدم جدوى التشغيل، مؤكداً أن الحل الأمثل هو تأمين خط كهرباء معفى من التقنين أسوة بريف حماة الغربي لمشاريع ضخ المياه وخاصة محطات التحلية في عقارب وصبورة والسعن والآبار على مسار الخط، موضحاً أن محطة التحلية الواحدة تستهلك 34 ليتر مازوت في الساعة وتحتاج إلى 10 ساعات لملء خزان سعة 300 م3 أي بمعدل 340 ليتراً لتعبئة الخزان في كل محطة وهناك ندرة في توفر المازوت إذ تم تزويد الوحدة بنحو 4000 ليتر بمعدل مرتين شهرياً وهي لا تغطي جزءاً بسيطاً جداً من المطلوب، ولا يمكن تشغيل ربع عدد المشروعات التابعة للوحدة .