سألت صديقي المصري عن معنى كلمة حفلجية وتوقعت أنها كلمة محلية بحتة، إلا أنني تفاجأت حيث سؤالي لايحتمل كل هذا التعقيد أو التفكير بأبجديات اللغات واللهجات المحكية.
المهم، “طلعت كلمة(حفلجية) توصيف عادي” لجماعة فيسبوكية محتفلين، وأزعم أنه يحق لهم الاحتفال والأجدى بنا نحن – متابعي الغروب الافتراضي- التصفيق لهم على جدارة حضورهم وشدة تأثيرهم التي وصلت خارطة الواقع الجغرافي.
الحفلجية، مجموعة شباب وصبايا اجتمعوا على الفيسبوك والرابط الذي جمهم هو(السيارات) بمنشورات تعريفية ميكانيكية حول مشاكل ومتاعب كل سيارة، وفضفضة تطول كل مايحتاجه المالك من أجوبة وتفاسير حول أعطال سيارته وحلول لمشاكلها.
الذي لفتني بغروب الحفلجية صلة القربى التي صارت تجمع أعضاء الغروب حيث الأمر لم يقتصر على مدهم بالمعلومات لا .. بل تعدى ذلك لحل المشكلات الآنية، حيث إنه في حال تعرضت سيارة أي عضو لمشكلة فنية ميكانيكية، مباشرة يقوم القائمون على الصفحة بإرسال أحد الناشطين على الصفحة وأقربهم للموقع من مكان الحادثة أو العطل، لتقديم المساعدة الفورية، الجميل جداً سعة انتشارهم والتغطية شبه التامة على امتداد الساحة الجغرافية للمشتركين، وحلولهم لم تقتصر على نجدة وإغاثة الملهوف المقطوع على الطريق بل تعدت ذلك لتشمل المشاكل الإدارية وتقديم المساعدة في حال تم سحب الأوراق وشهادة السواقة من قبل الشرطة أو اللجان التفتيشية بين المحافظات، وتشجيع الفتيات على اقتناء وقيادة السيارة وكلها ثقة أنها لو صادفت مشكلة لم تعد بحاجة لمهاتفة زوج أو إدارة وظيفية تكيل عليها بفيض جمل وتأنيبات قاسية فهي معها الحفلجية..
الحفلجية بحق، كانوا افتراضياً بمثابة نقابة تعنى بشؤون الأعضاء وتتابع مشاكلهم وتمدهم بالحلول والخدمات وتدعم العضو الإفتراضي الذي لم يدفع أي اشتراك لانضمامه للغروب ولم يحضر أي اجتماع أو ورشة عمل تضج بالخطابات الرنانة وتخلو من السلوكيات والأفعال.. فيا مرحباً بالأنشطة الشبابية الافتراضية أما السكوت واللاتعليق فمن نصيب نقاباتنا الحقيقية.