تسعيرة متفاوتة ولا معيار محدداً للمعاهد الخاصة
منال صافي:
لا يوجد معيار محدد يحكم تسعيرة المعاهد التعليمية الخاصة، فهل هو الكادر التدريسي ومدى شهرة أساتذته أم المنطقة التي يوجد فيها المعهد ؟
من خلال الاتصالات التي أجرتها «تشرين» مع عدد من المعاهد التي تقدم دورات تعليمية لطلاب الشهادة الثانوية- الفرع العلمي، نجد أن التسعيرة تبدأ من /350/ ألف ليرة لتصل في بعض المعاهد إلى /580/ ألف ليرة وهذا فقط لمواد (الفيزياء، الكيمياء، العلوم، الرياضيات) وتتراوح مدة الدورة بين الشهرين، تقدم من خلالها للطالب الأساسيات في كل مادة من المواد العلمية، بينما المعاهد التي تستمر حتى الفصل الأول من العام الدراسي فيصل ما تتقاضاه من الطالب الواحد إلى ما يقارب المليون ونصف المليون ليرة، ويؤكد أحد الطلاب أن تكلفة كل جلسة «تسميع» في هذا المعهد هي /5000/ ليرة وسعر كل «نوطة» نحصل عليها /9000/ ليرة.
أسباب موضوعية
الأستاذ مهند مدرس مادة الفيزياء يؤكد أن المدرس يشرح الدرس بالطريقة نفسها التي يشرحها في المعاهد الخاصة أو الجلسة التدريسية الخاصة، ولكن هناك عوامل أثّرت كثيراً في انتشار ظاهرة التعليم الخاص، فمعظم الأهالي يرغبون بأن يكون أولادهم أطباء ومهندسين من دون أن يدركوا أن هناك فروقات في مستوى الذكاء بين طالب وآخر، كما أن الأزمة أثّرت إلى حدٍّ كبير نحو التوجه للتعليم الخاص، فخلال سنوات الحرب هناك طلاب لم يتمكنوا من الوصول إلى مدارسهم بسبب التفجيرات والعمليات الإر*ها*بية، وكذلك نقص الكوادر التعليمية، ووجود عدد كبير من الطلاب في الصف نفسه بسبب تهجير عدد كبير من العائلات إلى الأماكن الأكثر أماناً، إذ وصل العدد في الصف الواحد إلى ما يقارب /60/ طالباً في بعض الأحيان، ومن المعروف أن وقت الحصة الدرسية قصير، ومستوى الاستيعاب ليس واحداً لدى كل الطلبة، لذلك يتم اللجوء إلى الدورات التعليمية لتقوية مستوى الطالب.
من جهته علاء – مدرّس مادة اللغة العربية يرى أن التدريس مهنة ليست بالسهلة، والأستاذ مثل أي مواطن يحتاج عملاً إضافياً لتحسين دخله المادي، فهو أيضاً لديه مستحقات يجب أن يدفعها، مبيناً أن الزيادات الأخيرة للمعلمين هي تقدير لجهودهم، ولكنها لم تحدث فارقاً كبيراً في تحسين الوضع المعيشي، أمام الارتفاع الجنوني للأسعار.
ويضيف: أخرج منذ الصباح الباكر ولا أعود إلى منزلي حتى وقت متأخر.. بعض الأساتذة يعملون في مطاعم أو سائقين على سيارات عمومية.