ترخيصها مخابر لغوية ومضمونها معاهد خاصة
غيداء حسن:
بعد الانتشار الكبير لها انحرفت بعض المخابر اللغوية عن الغاية الأساسية من إحداثها وتحولت إلى معاهد خاصة بتدريس مناهج الشهادات العامة حتى للطلاب النظاميين وليس للمتقدمين بصفة أحرار فقط، وغدت ظاهرة تجارية بامتياز واستثماراً مربحاً للبعض، وبات الكثير منها يحتاج إلى حجز مسبق للظفر بمقعد فيها، ولاسيما ممن يرونها تتفوق في مستواها التعليمي على المدارس الحكومية، نظراً لما تروجه لنفسها، من خلال إعلان أسماء المدرسين فيها وأسماء الناجحين الذين حصلوا على العلامات المتميزة، ولكن قد يغيب عن ذهن البعض أن هذه المعاهد تلجأ إلى اختيار الطلاب المتفوقين أصلاً، لكون ذلك يساعد في الترويج لها ويعطيها سمعة جيدة، وطبعاً أغلبية المسجلين فيها يطمحون لحصول أولادهم على أعلى العلامات، لذلك يلجؤون لتسجيلهم فيها نظراً لمستوى مدرسيها، ولكن قد يعتمد بعضها في ترميم كوادره التدريسية على طلاب الجامعات من غير الخريجين. في المقابل يعتبرها بعض المعلمين باب رزق لهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة وعدم كفاية الراتب في القطاع العام.
وكي لا نرى الموضوع من جانب واحد فإن بعض المعاهد قد تكون التزمت بالشروط واقتصرت على تسجيل الطلاب بصفة دراسة حرة وإعطاء الدروس خارج أوقات الدوام المدرسي، إلى جانب هدفها الأساس الذي هو تعليم اللغات، ولكن نرى أن بعضها الآخر كان سبباً أساسياً في ترك الطالب النظامي لمدرسته والتحاقه بها حتى لو كلفه ذلك أن يتقدم للامتحانات بصفة دراسة حرة.
وفي الملف التالي عرض لواقع بعض تلك المعاهد والآراء حولها ورأي وزارة التربية فيما يتعلق بشروط افتتاحها والترخيص لها..