بالرغم من الأهمية الكبيرة لقمّة طهران الروسية- الإيرانية- التركية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وما حققته من مكاسب ثنائية وجماعية لكل الأطراف المشاركة ، وحتى غير المشاركة ومنها سورية من حيث التأكيد الراسخ على وحدة أراضيها وسيادتها عليها، والاستمرار في مكافحة الإر*ه*اب بكل أشكاله وصوره وفق مسطرة واحدة، لكنّ هذه القمّة بدت كالركيزة ثلاثية الأرجل، ولكن برجل مكسورة وفق منظور السواد الأعظم من السوريين على أقل تقدير.
لا يخفى على المتابع للشأن السوري أن الرجل المكسورة في ركيزة قمة طهران الأخيرة تتمثل في النظام التركي ورئيسه رجب أردوغان الذي كان ومازال له اليد الطولى في استمرار الوضع على ما هو عليه في الشمال السوري وتحديداً في محافظة إدلب، من خلال دعمه وتبنيه فلول الجماعات الإر*ه*ابي*ة في هذه المحافظة، بل وأكثر من ذلك إمعانه في احتلال أجزاء من سورية على نحوٍ مباشر.
قمة طهران، وإن جاءت منسجمةً في عناوينها العريضة، ومتوافقة في بيانها الختامي فيما يخص الشأن السوري وضرورة انسحاب القوات المحتلة من كل الأراضي السورية، والتشديد على ضرورة التوقف عن نهب الثروات السورية وعودة الأرض والثروات إلى السيادة السورية متمثلة بالحكومة والقيادة الشرعية للدولة، لكن التطبيق والالتزام للمعنيين بهذا الأمر، يبقى المعيار الأهم في مدى نجاحها وجدواها.
لاشكّ في أن الجانبين الإيراني والروسي ملتزمان قولاً وفعلاً بما جاء في بيان القمة إن لم نقل إنهما هما من ضغطا بكل قوة لتأكيد وترسيخ مبادئ السيادة ووحدة الأراضي وعودة المحتل والمنهوب من الثروات إلى الدولة السورية، لكن الجانب التركي هو المشكوك في أقواله وأفعاله من خلال الدور المدمّر الذي أداه خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على سورية، والأيام القادمة هي الكفيلة بالكشف عن مدى صدقية أردوغان ونظامه بما يقول ويفعل.