تشاركية “الزراعة” و”أكساد” لردم الفجوة المعرفية وتنمية القطاع الزراعي
بارعة جمعة:
تعد المعرفة أحد مكونات الإنتاجية، كما يأتي مفهوم “الريادة” كأحد الأسباب الرئيسة التي تقوم عليها التقانة والتكنولوجيا وتعطي قيمة مضافة في حال ارتباطها بشخص مبتكر، والتي ترتبط بشكل مباشر في مسألة التبني لهذا الفكر من الجهات العليا، وبالتالي ردم الهوة الكبيرة ما بين التطور والواقع الحالي للعمل.
وانطلاقاً من ضرورة العمل على توسيع مفهوم الحداثة وربطها بالإنتاج وتطوير الفكر الزراعي، تناول ممثلو وزارة الزراعة والمركز العربي “أكساد” أسس وقواعد العمل ضمن رؤية جديدة للنهوض بواقع الزراعة والثروة الحيوانية.
جرأة الطرح
وبمجرد اللجوء لطرح هذه العناوين تعد جرأة كبيرة من المحاضر نفسه برأي عضو مجلس إدارة جمعية العلوم الاقتصادية عامر خربطلي، الذي أكد من خلال تصريح خاص لـ”تشرين” أن العرض أتى بالتزامن مع فترة التعافي من خلال عرض تجارب عالمية أكدت اتساع هذه الفجوة، إلّا أن الإمكانات موجودة ولن تزول برأيه، إنما تحتاج التحريض وإعادة التموضع من جديد ضمن منهجية معينة، كالإستراتيجيات التي قدمتها وزارة الزراعة مع المستثمرين لتنشيط القطاع الحيواني وعودته للوفرة في الإنتاج.
إلّا أن ما يتم الحديث عنه من توعية وتثقيف المربين هو من الحاجات الملحَّة، برأي رئيس فرع دمشق لنقابة الأطباء البيطريين ورئيس الرابطة السورية لطب الخيول لؤي محمد الذي أوضح من خلال تصريحه لـ”تشرين” بأن قصور المعرفة ولَّد العديد من السلوكيات الخاطئة لدى المربين، عازياً الأمر للتقصير في جانب القوانين والتشريعات التي تفتقد التطبيق.
لنجد اليوم أن الكثير من الفلاحين يتعاملون باللامبالاة التي أدت لهدر الإنتاج والخسارة عدا عن تحميل نفسه أعباء أخرى بالعمل يجهلها الفلاح نفسه، فما نملكه من مستهلكات ومخرجات جيدة تستدعي التثقيف والتوجيه برأي “محمد”، والتي ترتبط بشكل مباشر بدور المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين من خلال الذهاب للفلاح و الحوار معه، تفادياً لضياع المعلومة بفعل عوامل تشويش قد تعوق وصول الملاحظات إليه، مشدداً بالوقت نفسه على ضرورة التثقيف في مجال الأمراض الوبائية لا المعرفة فقط.
تكامل الأدوار
وأمام ما تم طرحه من أفكار، مازال البعض بعيداً عن المشكلة الأساسية في المطالبة بإنتاج وفير من دون تقديم مقومات له برأي الخبير الزراعي لدى “أكساد” أحمد الشيخ، والتي يبررها قناعة الأغلبية بأن الوضع جيد والذي بدوره يُفاقم الأزمة، فإذا أردنا العمل علينا البدء من حيث انتهى الغرب لا من حيث بدؤوا على حدِّ تعبيره.
كما يعد الاهتمام بمثل هذه القضية نجاحاً كبيراً في جلب اهتمام النخبة الاقتصادية لها حسب تصريح مدير الثروة الحيوانية في أكساد الخبير التونسي محمد النصري، فالفلاحة التقليدية ميزة الزراعة العربية ككل، كما أنه بالرغم من إهمال أساليب العمل الحديثة لمسنا قصص نجاحٍ في سورية، و من الواجب عرضها على صغار ومتوسطي المنتجين في الدول العربية برأيه، فالمسألة لا تقوم على استقدام خبراء لأن المشكلة الأساسية هي تنظيمية وتتعلق بتطبيق القانون، وذلك باللجوء للعمل ضمن مجموعات لا حلقة إنتاج واحدة. فالأمر ليس سهلاً، إنما أثبت نجاحه.
ولأن المسؤولية الأولى في دعم الإنتاج الزراعي تقع على عاتق وزارة الزراعة، تسعى نقابة المهندسين الزراعيين لهدفين، الأول يتعلق بالاهتمام بالمهندس ودعمه ورعايته أثناء العمل وبعد التقاعد، والمشاركة بالتنمية الزراعية ثانياً، وذلك حسب تأكيدات رئيس فرع دمشق لنقابة المهندسين الزراعيين حسناء كاوردي من خلال تصريح خاص لـ”تشرين”، حيث إن المحرك الأساس للعمل التوعوي هو المهندس، الذي يُنمِّي فكر الفلاح بالثروة الحيوانية والنباتية، باستخدام طرق جديدة تخفف معاناته وتضاعف إنتاجه.
وذلك عبر القيام بدورهم الفعال عبر الوحدات الإرشادية، بتقديم خبراتهم للفلاح مباشرة، والتي عكستها المشاريع الناجحة للكثير منهم، ووصولهم لدرجة العمل الصحيحة في مجال تنسيق الزراعة واستعمال الأسمدة والطرق الحديثة، فالبحوث الأخيرة أعطت نتائج ومنتجات جيِّدة، رفدت الفلاح وستعمل على سد الفجوة المعرفية بتعميمها على كافة المناطق الأخرى.