إمداد الغاز الروسي في موعده بمستوى منخفض .. الأوروبيون يتحسبون لشتاء قارس

تشرين

تؤكد المصادر الأوروبية أن إمداد الغاز عبر نورد ستريم سيكون في موعده، أي يوم الخميس المقبل بعد الصيانة السنوية ولكن بمستوى منخفض، الأمر الذي زاد من مخاوف الأوروبيين بشأن الشتاء القادم .
 وحسب وثيقة رسمية أوروبية اطلعت عليها “بلومبرغ”، بأن التخوف واضح من أن يؤدي وقف إمدادات الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي، إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي للكتلة الأوروبية بنسبة تصل إلى 1.5% في”أسوأ السيناريوهات”.
“أسوأ السيناريوهات”، وفق بيانات صادرة عن الاتحاد، يتمثل في ما إذا جاء الشتاء المقبل قارساً، وإذا فشل الاتحاد في اتخاذ تدابير احترازية لترشيد استهلاك الطاقة.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن المفوضية الأوروبية بصدد إصدار تحذير من أنه في حالة جاء فصل الشتاء معتدلاً فإن قطعاً لشحنات الغاز الروسية من موسكو، سيؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.6% و1%.
وتخطط المفوضية كذلك، لإصدار توصيات للدول الأعضاء تشمل ترشيد استخدام التدفئة والتبريد واتخاذ بعض الإجراءات في الأسواق لتخفيف تأثير قطع كامل للإمدادات من روسيا، التي تعد أكبر مورد للطاقة للاتحاد.
وستكون تلك الإجراءات اختيارية، وستطلب المفوضية من حكومات الدول الأعضاء إبلاغها بحلول أيلول بالخطوات المحددة التي ستتخذها.
وأثر وقف شحنات الغاز الروسي على 12 دولة أوروبية، وأدى إلى رفع ألمانيا لمستويات التحذير بشأن طوارئ الغاز إلى المستوى الثاني الشهر الماضي.
وبشكل عام فإن التدفقات الروسية من الغاز في حزيران إلى الاتحاد الأوروبي، كانت أقل من 30% من متوسطات الضخ بين 2016 و2021 وفقاً للوثيقة.

“ترشيد لأجل شتاء آمن”
وقالت الوثيقة التي تحمل عنوان: “رشدوا الغاز لأجل شتاء آمن” إن رداً منسقاً من الاتحاد الأوروبي قبل الشتاء، والتضامن بين الدول الأعضاء “سيحد من التأثيرات السلبية لعرقلة كبيرة محتملة في الإمدادات على الناتج الإجمالي المحلي والوظائف”.
وقدرت الوثيقة أن اتخاذ قرارات مبكرة لتقليل الطلب على الطاقة في فصل شتاء معتدل، يمكنه أن يحد من التأثير السلبي لانقطاع الإمدادات على الناتج المحلي الإجمالي إلى 0.4%.
التحدي الأكبر الذي يواجهه الاتحاد الأوروبي الشتاء المقبل، هو ضمان احتياطيات غاز كافية خلال فترة ذروة الطلب على التدفئة والطاقة والتي تزداد مع برودة الجو.
وتقف مستويات تخزين الغاز الأوروبية حالياً فوق نسبة 63% من سعتها، أو ما يوازي ما يكفي لـ46 يوماً من استهلاك الشتاء، طبقاً لمسودة وثيقة الاتحاد الأوروبي، والتي قد تتغير قبل نشرها الأربعاء.

مخاوف من شتاء 2023
ويبقى الاتحاد الأوروبي قلقاً من أن روسيا ستحاول وقف الإمدادات للكتلة رداً على جولات عدة من العقوبات التي فرضها الاتحاد عليها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
عمليات المحاكاة التي قامت بها المفوضية ومشغلو أنظمة الغاز أظهرت أن قطعاً كاملاً للواردات الروسية في تموز ستعني أن مخزون الاحتياطيات الأوروبية سيصل إلى 65 أو 71% من سعتها الكاملة ، وهو أقل من المستهدف والذي يبلغ نسبة 80%.
وتقول المؤشرات إن فجوة 30 مليار متر مكعب من الغاز خلال الشتاء حتى في ظل ظروف مناخية عادية وتواصل إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال، تعني أن هناك خطراً كبيراً لنفاد مخزونات الغاز في عدة دول أعضاء بالاتحاد بحلول نيسان 2023، وفقاً لما ذكرته المسودة.
وذكرت مسودة الوثيقة الأوروبية، أنه بافتراض استمرار الاختناق في أسواق الغاز العالمية، فإن إعادة ملء المخزونات في صيف 2023 سيشكل تحدياً كبيراً، وهو ما سيؤدي بدوره إلى شل التحضيرات لموسم الشتاء الذي يليه.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار