تعاني التلوث من مصادر الطاقة !! “بانياس” تعيش التقنين الجائر
رفاه نيوف
بانياس مدينة العتمة والظلام هكذا يطلق عليها سكانها اليوم، هذه المدينة التي تحتضن على أراضيها منشأتين تعتبران عماد الطاقة الكهربائية وهما المحطة الحرارية جنوباً التي تزود العديد من المحافظات بالكهرباء ومصفاة بانياس شمالاً التي تزود السوق المحلية ومحطات التوليد بالمشتقات النفطية.
وقد تحمّل سكان المدينة وريفها القريب ما تنفثه من تلوث وغازات وروائح وما تسببه من أمراض وخاصة الأمراض الصدرية وهباب الفحم الذي يملأ شرفاتهم ومنازلهم، لكن كل هذا لم يشفع لها من تقنين ظالم جائر فالكهرباء لا تزور المنازل أكثر من 45 دقيقة وصل مقابل خمس ساعات وربع قطع .
هذا التقنين الجائر قد عطّل الحياة بشكل شبه كامل فالسيدة لا تستطيع إنجاز أعمالها المنزلية وخاصة الغسيل والذي قد يبقى ضمن الغسالة لأكثر من 12 ساعة ليتم إنجاز وجبة واحدة، والبراد الذي تحول ل ( نملية ) وأغلب الطعام وخاصة في الصيف مصيره التلف ثم لحاوية القمامة، والأسرة الواحدة قد تحتاج لأسبوع في فصل الشتاء لكي يستحم جميع أفرادها.
ولم يتوقف الضرر عند هذا الحد ، فغياب الكهرباء الطويل رتب تكاليف إضافية على المواطن، فجميع التجار وأصحاب المهن يحملون تكاليف إضافية على منتجاتهم وأعمالهم بسبب تشغيل مولدات المازوت أو البنزين الحر ، وما على المواطن إلا الدفع .
والأهم من كل ما سبق العطش المزمن الذي أصاب قرى منطقة بانياس والقدموس وجميع قرى المحافظة ليصبح دور المياه في بعض القرى لأكثر من /20/ يوماً، وذلك نتيجة التقنين الطويل، وعدم وجود مشتقات نفطية كافية لتشغيل المحطات على الديزل وعدم تخصيص خطوط (ساخنة) لمحطات الضخ أسوة بالمنشآت السياحية ( الفيف) ستار و ( الفور ستار ) هذا الأمر الذي أثار حفيظة السكان في أنحاء المحافظة وليس في بانياس فقط ليأتي تصريح وزير الكهرباء بأن ما يحتاجه الخط الساخن للرمال الذهبية /3/ ميغا فقط وفي حال توليده في الشبكة العامة لا يزيد الوصل أكثر من ثلاث دقائق.
وهنا يتساءل سائل وماذا عن الخطوط الساخنة من محطة سمريان والتي يخصص منها /8/ ميغا للخطوط الساخنة ؟؟؟
وماذا عن (الميغات) التي ستخصص للكورنيش البحري في مدينة طرطوس وغيرها من الخطوط الساخنة في المحافظة والتي تنعم بالكهرباء ليل نهار، فلو جمعت هذه ( الميغات ) ألا يمكن أن يختصر وقت التقنين ويصبح على الأقل ساعتي وصل؟ .
ويأتي السؤال الأهم من قبل كل من التقتهم تشرين، منذ أشهر ونحن نسمع ونقرأ الدعوات من قبل المعنيين في قطاع الكهرباء لتركيب الطاقة الشمسية ، فكيف يمكن لموظف من ذوي الدخل المحدود أو لمزارع أو لعاطل عن العمل أو لعامل أن يُقدم على تركيب الطاقة والتي تكلف ملايين الليرات وهو لا يملك قوت يومه ، والسؤال الأهم والذي يحتاج لجواب لماذا لم يتم إلزام أصحاب المنشآت السياحية التي تملك المليارات بتركيب الطاقة الشمسية بمنشآتهم وترك الخطوط الساخنة للمواطن الفقير الذي صار أكبر حلم لديه أن ينعم بساعتي وصل للكهرباء دون انقطاع لإنجاز بعض أعماله ، ويتابعون أليست الزراعة عماد الاقتصاد وزراعه القوي، فكيف للمزارع أن يزرع دون مياه والتي تعتمد اعتماداً كلياً على الكهرباء أو الديزل ، وهل السياحة تشكل السلة الغذائية لسورية أم الزراعة؟ وماذا تشكل من الناتج المحلي ، وإلى متى هذا الظلم الذي يعيشه السكان في محافظة طرطوس بشكل عام وبانياس بشكل خاص ولماذا لا يتم تسويتهم مع المحافظات الأخرى على الأقل .
مدير كهرباء طرطوس المهندس عبد الحميد منصور في اتصال معه أكد ل ( تشرين ) بأنه لا علاقة لشركة كهرباء طرطوس بساعات الوصل فهذا عمل مؤسسة توزيع الكهرباء ، مضيفاً إن حاجة المحافظة الفعلية من الكهرباء يوميا 550/ ميغا واط ، و عندما يرد المحافظة /90/ ميغا واط يومياً، فهذا يعني أنه لا يمكن أن تصل الكهرباء لمدة ساعة و في حال وصل الكهرباء لساعة كاملة نحتاج يوميا ل /125/ ميغاواط وخلال اليومين الماضيين تم تزويد طرطوس ب ١٣٠ ميغا واط لصبح الوصل ساعة مقابل خمس قطع.