واشنطن غير مهتمّة بإنهاء الحرب في أوكرانيا
د.رحيم هادي الشمخي:
لو نظرنا إلى الحرب الجارية الآن في أوكرانيا لوجدنا أن الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولة أساساً عن تأجيج الصراع بينها وبين روسيا ، فهي ليست مهتمة حالياً بحلّ الحرب دبلوماسياً، ودفعت بسياسات تجاه أوكرانيا، يعدّها الرئيس بوتين تهديداً وجودياً متهماً إدارة بايدن بأنه لم يكن لديها أي استعداد لإنهاء هذا التهديد بالطرق الدبلوماسية، وإعادة التزامها عام 2021 بضم أوكرانيا إلى ” ناتو”.
الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تقدم المزيد من الأسلحة إلى حكومة أوكرانيا تضرب عرض الحائط بالحل الدبلوماسي لإنهاء الأزمة المحتدمة حالياً، لأنها وحلفاءها الغربيين تعهدوا بهزيمة روسيا واستخدام العقوبات لإضعاف قوتها، وهو ما يعني أن الحرب قد تستمر سنوات، وأن احتمالات التصعيد تنطوي على أن ينجرّ حلف «ناتو» إلى القتال ، حتى وإن تم استخدام الأسلحة النووية، وسيكون لهذه الحرب المستعرة تداعيات في العلاقات بين روسيا والغرب ستحتاج سنوات لإصلاحها، وسوف يؤجج هذا العداء الشديد عدم الاستقرار في أنحاء العالم، ولاسيما في أوروبا، كما أن هناك تصدعات ستحدث في الغرب، إضافة إلى حدوث تدهور في العلاقات بين أوروبا الشرقية والغربية، ونتيجة هذا التعنت الأمريكي- الغربي ضد روسيا التي تطالب بحقوقها المشروعة في شبه جزيرة القرم ستكون هناك أزمة غذاء عالمية، قد تسفر عن وفاة ملايين البشر، لأن هذه الحرب قد تسببت بالفعل في إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي بشكل رئيس، وأن الصدمات الاقتصادية ستؤثر فعلاً في سياسات كل الدول الغربية، إضافة إلى تقويض الديمقراطية ، وتعزز موقف خصومها اليمينيين واليساريين على السواء، والحقيقة المأسوية هي أنه لو لم يسعَ الغرب إلى توسيع «ناتو» ليشمل أوكرانيا، لما اندلعت حرب في أوكرانيا.
لقد قامت واشنطن بالدور الرئيس لقيادة (كييف) إلى الدمار، والتاريخ سيحاكم الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفاءها بشدة على سياساتهم الحمقاء في أوكرانيا والعالم العربي الذي أصبح ضحية حروبهم التي شنّوها في العراق وأفغانستان وسورية واليمن والسودان وليبيا، و لم ينجُ من شرّهم أي بلد عربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، ولم تسلم من عدوانيتهم شعوب آسيا وأفريقيا التي تفتقد حتى رغيف الخبز، ومازالوا ينهشون بخيرات الشعوب المحبة للحرية والسلام في كل أنحاء العالم.
وأخيراً، فإن الحرب الدائرة اليوم في أوكرانيا كان السبب الوحيد في تأجيجها هو الولايات المتحدة الأمريكية، وتالياً فإنها هي الخاسرة حتماً، لأنها سوف تفقد قوتها أمام التحول إلى عالم جديد (متعدد الأقطاب) صنعته الحرب الأوكرانية- الروسية.
أكاديمي وكاتب عراقي