قبل الخوض في الحديث عن أزمة المحروقات والمعادلة الصعبة التي تشهدها أسواقنا المحلية على هذا الصعيد , ولجهة شح المادة في أماكن توزيعها النظامية, وتوافرها بكثرة في السوق السوداء , وهذه معادلة لها حساباتها الخاصة في كلتا الجهتين، فرضت نفسها وبقوة على الواقع الذي يتحسس تداعياته السلبية المواطن على مدار الساعة..!
من باب الأمل بحلول جذرية تكون بمنزلة انتهاء “الأزمة” وفرض معادلة جديدة يرتاح فيها المواطن ومعه كل أطرافها، نستذكر قليلاً حالة استقرار السوق لفترة امتدت لسنوات توافرت فيها المادة في الأسواق المحلية بصورة مستمرة , وعودة البائعين الجوالين إلى الأحياء والحارات الشعبية كسابق عهدها، ونسمع طنين ورنين أسطوانة الغاز، وطريقة إيصالها للمستهلك, وحالة الارتياح والهدوء التي سادت لديه ولدى الجهات المسؤولة عن تأمينها بصورة متتابعة ..!
و الأمر الذي زاد حالة الاطمئنان هذه، لجهة استقرار الإنتاج وزيادته مستقبلاً بعد تحرير العديد من الآبار وحقول النفط والغاز من قبل الجيش العربي السوري من سيطرة العصابات الإر*ها*بية المسلحة, وإصرار الدولة على عودة ما تبقى يجعل حالة الحلم قريبة التحقق، والعودة إلى حالة الاستقرار من دون منغصات، أو تبعات تزيد من حالة القلق التي نعيشها نحن كمواطنين في ظل 90 يوماً للحصول على الأسطوانة من دون أن نسمع رنة البائع الجوال وسيمفونيته المعهودة :”غاز غاز”..!؟
وهذا ما يضع الجميع في حالة قلق وخوف أقل ما نقول عنها شديدة , وقدوم شتاء أكثر من صعب، مع خشية حدوث اختناقات مفاجئة لجهة النقص في توفير المادة كما حدث ويحدث الآن من قلة في العرض وزيادة في الطلب وما نجم عنهما من سوق سوداء تجاوز فيها سعر الأسطوانة الواحدة أكثر من مئة وثلاثين ألف ليرة ..!؟
وما يزيد الأمر استغراباً هو ما يحدث في سوق المحروقات بصورتها الكلية (غاز- مازوت – بنزين) أنها تعيش حالة شح كبير في المحطات، ومصادر توزيعها, والمسافات الزمنية في الحصول عليها, والتي لا تتناسب مع حجم الحاجة , وتصريحات القائمين عليها الخلبية بتوافر المزيد , والتي سقطت في حضن سوق سوداء يتوافر فيها كل ما يحتاجه المستهلك, وبالكمية التي يريدها, والسعر الذي يفرضه البائع..!
فالجميع في حالة ذهول.. كميات كبيرة في السوق السوداء , وشح كبير في مصادرها القانونية .!؟
فأي حالة استقرار, و هل يعود حلم الماضي ليتحقق ونسمع سيمفونية (غاز—غاز) في ظل معادلة الشح والوفرة في السوق السوداء التي يتوافر فيها” لبن العصفور”..!
أملنا كبير بعودة الماضي الجميل بشرفاء الوطن وجيش الوطن وقائد الوطن, وبالقريب العاجل بإذن الله..
Issa.samy68@gmail.com