بدأت مطلع الشهر الحالي الترشيحات لاختيار عمداء الكليات ونوابهم ورؤساء الأقسام، ولسان حال الجميع يتساءل هل هناك معايير محددة تأخذ في الاعتبار الكفاءة والخبرة والقدم المهني، لأن الإدارة والقيادة فن وذوق وعلم وأخلاق وسلوك إنساني، والجميع يتطلع لحسن الاختيار لما يقدم من فائدة لهذا الصرح العلمي المهم في قيادة العملية التعليمية.
هناك من يرى أهمية أن تقوم وزارة التعليم العالي بوضع معايير للتعيين، منها على سبيل المثال المرتبة العلمية حسب قانون تنظيم الجامعات، وهي بصفة أستاذ، وأستاذ مساعد، إضافة للأبحاث العلمية التي قام بنشرها المرشح لهذا الموقع أو ذاك، على كل الصعد داخلياً وعربياً وخارجياَ، والمكانة العلمية من خلال الاستشهادات ومعامل التأثير للمرشح، والتاريخ المعطاء والحافل في ميدان خدمة العلم، ومعرفته استخدام الحاسوب لدعم التحول الرقمي الذي تنشده وتنتهجه الحكومة، ولديه حساب على المواقع المهمة للباحثين يؤكد شغفه بالبحث العلمي، من أجل أن تتصف عملية الترشيح عندها بالشفافية والمصداقية، وأن يملك المرشح الشخصية القادرة على اتخاذ القرار، ويكون ملماً بالقوانين الناظمة للعمل في الجامعات بعيداً عن العلاقات الشخصية والولاءات.
ويفضل أن يكون لدى رئيس أي جامعة، السيرة الذاتية لكل مرشح بدقة متناهية، ترصد تاريخه المهني ومدى التزامه الوظيفي في مختلف الأوقات، وليس في الأوقات التي يتقلد فيها منصباً ما، ليتم الاختيار عندها الأكفأ علمياً وإدارياً، ويملك المهارات لحسن قيادة العمل، وتوجيهه بالشكل المناسب لتطوير العملية التعليمية، ودفع عجلتها إلى مزيد من النجاحات على مختلف الصعد بما ينعكس بشكل إيجابي على المجتمع.
إن حسن الاختيار الموفق والمبني على أسس ثابتة تضع في الحسبان تطوير العملية التعليمية، وهدفها الأسمى في المراحل المقبلة لجهة إعادة الإعمار وبناء الوطن على أسس سليمة، كفيل بعملية النهوض التي ننشدها في هذا القطاع المهم، الذي نعول عليه الكثير في عملية البناء المختلفة لكل قطاعات المجتمع، وتبنى من خلال خريجي المؤسسات التعليمية المتعددة الجوانب، وتشكل أحد أهم عوامل التنمية بأوسع مجالاتها في الحياة، فالقائد الميداني الحريص على نجاح العمل في اختصاصه، الذي يمتلك مقومات وسلوكيات القائد القدوة، والذي يتطلع إليه كل من يشارك في العملية التعليمية، هو الملهم والمحفز للنجاح والتفوق في مختلف مجالات الحياة.