لماذا انكشفت عورة سلتنا أمام اليابان؟
معين الكفيري
يختتم منتخبنا الوطني مبارياته في الدور الأول بلقاء منتخب كازاخستان يوم غد الأحد الساعة الحادية عشرة صباحاً ضمن المجموعة الثالثة لنهائيات كأس آسيا للرجال المقامة حالياً في العاصمة الإندونيسية جاكرتا.
ويجب على منتخبنا الفوز في هذه المباراة ليحتل المركز الثالث في المجموعة و حسب نظام البطولة يلعب الفريقان صاحبا المركزين الثاني والثالث في المجموعات الأربع مع بعضهما بنظام “الكروس” بالتصفيات المؤهلة للدور ربع النهائي.
وكان منتخبنا قد خسر مباراته الأولى أمام إيران ٦٧-٨٠ نقطة، والثانية أمام اليابان بفارق دبل سكور بواقع ٥٦-١١٧ نقطة.
خسارة كارثية
وكانت الخسارة كارثية وتاريخية للسلة السورية التي انكشفت عورتها وتخبطاتها الإدارية والفنية، علماً أنها كانت متوقعة لكن بفارق ٦١ نقطة لم يكن يتوقعها أشد المتشائمين بمنتخبنا الوطني وفي كل الأحوال الخسارة يتحملها الجميع.
غرقنا بالثلاثيات اليابانية
مباراة كبيرة قدمها منتخب اليابان الذي لعب سلة حديثة وسريعة تؤكد تطور سلة شرق آسيا، أما منتخبنا فكان يتفرج ويتجرع الهزيمة، وقدم صورته الأسوأ، فهجومياً عندما يقتصر السكور على ٥٦ نقطة، ودفاعياً عندما يدخل سلتنا رقم قياسي بلغ ١١٧ نقطة يبقى السؤال المطروح أين سلتنا من المستوى الآسيوي الحقيقي؟
حتى الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة السلة أكد أن الفريق الياباني حقق رقماً قياسياً على الصعيد الآسيوي بتسجيله ٢٧ ثلاثية في سلة منتخبنا ورغم توقعنا الكفاءة العالية لليابان بالتسديد من خارج القوس إلا أننا لم نتوقع ضعف منتخبنا الدفاعي إلى هذه الدرجة كي يدخل سلتنا هذا الكم الكبير والهائل من الثلاثيات والنقاط خلال المباراة ولأول مرة يسجل علينا فارق كبير من النقاط في بطولة آسيا.
مدرب لا حول له ولا قوة
مدرب منتخبنا الإسباني خافيير لم يكن موفقاً أبداً وكان عصبياً ولم يستطع فعل أي شيء لوضع خطة أو تشكيلة مناسبة، ووضع الحلول للحد من قوة الفريق الياباني، وهنا لو كان المنتخب ومشكلاته تحديداً مرتبطة فقط بمدرب من هذا النوع لكانت أمورنا بخير، ومع ذلك وللاحتياط فإن الطبيعة الحالية للمهارات والعقلية السورية كفيلة بأن تخرج اي مدرب عن طوره وعقله ولكن انكشف مستوى سلتنا الذي وصل للحضيض منذ سنوات طويلة وأصبحت تلهينا البهرجات المخملية عن واقعنا الآسيوي.
ما الفائدة ؟
بعد هذه الخسارة القاسية وبهذا الفارق المخيف يبقى السؤال المطروح ما الفائدة الفنية التي تحققت من وجود لاعبين ومدربين أجانب في دوري كرة السلة والمنتخب الوطني؟ وما الفوائد التي حصلنا عليها من إنفاق مئات الآلاف من الدولارات على هؤلاء المدربين واللاعبين الأجانب تم تحويلها للخارج عوضاً عن استثمارها في إعادة إعمار وبناء سلتنا بشكل علمي ومدروس؟ وكان الأفضل لو أنفقنا هذه الأموال على إعداد جيل جديد من الإداريين والمدربين وإقامة معسكرات لفرق القواعد. بكل تأكيد لو فعلنا ذلك لكنا سنحصد الثمار بعد سنوات، ولكن مع الأسف لا أحد يهتم بما سيكون الوضع عليه بعد فترة زمنية لأن النجاح بعد سنوات قد يحصده آخرون والكل يبحث عن مجد شخصي و التطبيل والتزمير وينتظر المديح وآخر همه بناء وتطوير كرة السلة، وتبقى مشكلة السلة السورية إدارية قبل أن تكون فنية ونحن بحاجة لخبرات إدارية أجنبية تخطط و تدير اللعبة في الأندية والمنتخبات الوطنية تكون مهمتها الأساسية وضع خطط استراتيجية طويلة المدى من أجل بناء اللعبة بشكل علمي ومدروس وإنفاق المال بشكل صحيح، وإذا لم نفعل ذلك فسيأتي اليوم الذي يصبح فيه اللعب بالمستوى الأول على الصعيد الآسيوي حلما بعيد المنال وسيهبط تصنيفنا للمستوى الثاني.
وتبقى مسؤولية تطوير اللعبة الشعبية الثانية مسؤولية مشتركة بين اتحاد كرة السلة والأندية ولا يمكن تحميل المسؤولية وتراجع كرة السلة لاتحاد اللعبة من دون تحميلها للطرفين.