الوصفة الذهبية لاختيار التخصص الجامعي
أيمن فلحوط:
اتخاذ القرار المناسب لاختيار التخصص الجامعي المناسب هو العنوان الأبرز لحاملي الشهادة الثانوية في كل فروعها المختلفة، والذي يحمل في طياته المستقبل لطالب هذا التخصص أو ذاك.
أهمية اتخاذ القرار تنبع من الوصفة الذهبية كما سماها الدكتور المهندس نورس وطفة لاختيار التخصص في حديثه ل “تشرين”، وهو المتخصص في إدارة نظم المشروعات الهندسية من ماليزيا، ومعاون مدير عام الشركة العامة للدراسات الهندسية لشؤون التخطيط والجودة.
الوصفة يراها الدكتور وطفة تكمن في مساعدة الطالب على حسن اختيار التخصص الجامعي، الذي يراعي قدراته ورغباته الدراسية وميوله المهنية ومكان عمله مستقبلاً, ومن ضمن التخصصات الأكثر طلباً للسنوات العشرين القادمة للوصول إلى اتخاذ القرار المناسب, لأنه سيكون أساس نجاحهم المهني، ومصدر العون والرزق المادي لهم، ولذويهم بعد تخرجهم ودخولهم سوق العمل.
ويلخص الخبير وطفة التخصصات والوظائف الأكثر طلباً في العالم خلال قراءته للواقع، وملاحظاته لتوجهات الطلبة في سوق العمل إلى الطاقة البديلة والمستدامة، وهي الأمل القادم مع نضوب الوقود، واستبداله بموارد الطاقة البديلة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية, وهي التي تتوافر في جامعاتنا ضمن كليات هندسة الطاقة وهندسة الميكانيك والهندسة الكيميائية والبيئة وكليات الكيمياء والفيزياء.
ولا يخفي الدور الذي أصبحت الروبوتات تلعبه من خلال تقديمها مختلف الخدمات في شتّى مجالات الحياة، كالطب والهندسة .. ويشمل هذا التخصص تصميم وبناء وتصنيع هذه الآلات، أو تصميم أنظمة الحاسوب التي تتحكّم فيها.
ويلاحظ بحسب الدكتور وطفة أن الذكاء الاصطناعي يوجد عليه طلب كبير ومتزايد في جميع قطاعات الأعمال، مثل: المال والصحة والطب والتعليم والتسويق الإلكتروني والتصنيع وما إلى ذلك، ويعد إحدى أهم مهن المستقبل التي ستحقق القفزة التكنولوجية القادمة.
أما الواقع الافتراضي والواقع المعزّز فيشتهر في مجال الألعاب الإلكترونية والأفلام والصناعات السينمائية، ودخل حديثاً مجالات السياحة والتعلّم، أمّا الواقع المعزز فهو دمج العالم الافتراضي مع الواقع من خلال التطبيقات, إضافة لربطها بعالم الطباعة الثلاثي الأبعاد .
وتبرز أهمية عمل مطوري البرامج والتطبيقات بأنها أصبحت أتمتة الأعمال وتحسين تفاعل الإنسان مع التكنولوجيا، وتطوير المنصات والمنتجات الرقمية من أهم المهن حول العالم, وتتنوع بين تطوير مواقع الإنترنت وتطبيقات الموبايل وبرمجة الأعمال والتجارة الإلكترونية والإنترنت.
ويذهب الدكتور وطفة للإشارة إلى أهمية علوم البيانات التي يعرفها بأنها النفط القادم، لكونها من أكثر التخصصات انتشاراً حالياً، وسيزداد الطلب عليها بسبب حاجة الشركات الكبرى لتحليل كم البيانات الهائل لديهم , ليتمكنوا من التعامل معها وإدارتها بفاعلية, وعرضها بطرق مفيدة والتنبؤ بالنتائج، والاستفادة منها باتخاذ القرارات المختلفة في التسويق أو الإنتاج أو المبيعات أو غيرها .
كما ظهرت الحاجة بحسب الدكتور وطفة لخبراء أمن المعلومات مع النمو المتزايد في الاعتماد على الرقمنة، لفهم التهديدات الإلكترونية وتعزيز تطبيقات أمن المعلومات.
ولذلك أضحى التعليم الإلكتروني هو المستقبل لكل أساليب ومنهجيات التعليم في العالم، فطرق التدريس التقليدية في تراجع ويتوقّع اختفاؤها قريباً.
أضاف الدكتور وطفة: كان لابد في ضوء التطور الهائل الكبير من التوجه إلى تخصص مدير تسويق إلكتروني لإيجاد طرق إبداعية لعرض الخطط التسويقية والحملات الإعلانية والإشراف على استراتيجيات التسويق للمؤسسات، والشركات عبر المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي.
واحتلت المحاسبة والمالية مركزاً متميزاً بين أكثر التخصصات في العالم, ويزداد الطلب عليها باستمرار نظراً لأنها مربحة للغاية ، وتتنوع بمجالات عمل مختلفة مثل إعداد السجلات المالية، إعداد الحسابات والإقرارات الضريبية، مراقبة الإنفاق والميزانيات، مراجعة وتحليل الأداء المالي، الاستشارات الإدارية، التأمينات، استراتيجيات تحليل المخاطر، إضافة إلى تقديم المشورة حول طرق تقليل التكاليف والضرائب وزيادة الأرباح.
وتعتبر الهندسة المدنية الأكثر طلباً في كل المجالات الهندسية، وبإمكان خريجيها العمل في تشييد المباني والهياكل والطرق والمطارات والهندسة الصحية، إضافة إلى إمكانية التقدم والتطور في هذا التخصص، مثل العمل في تخطيط المدن وإدارة المشروعات، التي تنتج عنها رواتب عالية جداً.
ولا يزال التمريض أفضل التخصصات للمستقبل، وأكثرها طلباً في جميع أنحاء العالم، وفقاً للدكتور وطفة، حيث دائماً ما يكون الطلب على التمريض مرتفعاً بشكل لا يصدق، فهو مسار وظيفي مجز للغاية، وهو أسرع بكثير من جميع المهن الأخرى، وأضحت الهندسة الطبية الحيوية من أكثر التخصصات المطلوبة، لحل المشكلات في علم الأحياء والطب، وهو الجمع بين المبادئ الهندسية والمعرفة البيولوجية لتلبية الاحتياجات الطبية، مثل: الأعضاء الاصطناعية، والروبوتات الجراحية، والأطراف الاصطناعية المتقدمة، والهندسة الجزيئية والنانوية.