عقدة الاتصالات!!..
قليلة هي الاجتماعات التي نحضرها ويأتي المسؤول فيها بسلة حلول، وهو ما رأيناه بالفعل في حمص حيث لم يترك وزير الاتصالات والتقانة مجالاً للشكوى من المعنيين لتأتي الاستجابة سريعة لكل مشكلات الاتصالات في محافظة وصفها بعقدة منظومة الاتصالات بين المحافظات، ولتجده يثني على عمل البعض ويقيِّم أخطاء آخرين بشفافية وعلمية.
قطاع الاتصالات عصب الحياة، وصار من الصعب على قطاعات الأعمال جميعها الاستمرار من غير اتصالات متطورة بسرعات عالية تواكب مثيلاتها في دول متطورة، ولن نضرب أمثلة عن دول وصلت سرعات الإنترنت فيها لما يقارب سرعة الضوء كما هو في اليابان حاليا، وحسب الإحصاءات نجد بلدنا لا تزال الأرقام فيها خجولة باستخدام تقنية الكبل الضوئي حديثة العهد عندنا لعدم استطاعة جميع الشرائح الاجتماعية الاشتراك بها وعليه ستبقى اتصالاتنا تعيش عالمين أحدهما متقادم يستخدمه أصحاب الدخل المحدود وآخر متطور لاستخدامات رجال الأعمال والطبقة الميسورة مادياً .
تتفق الشعوب جميعها على مبدأ مفاده؛ قدسية المال العام وضرورة الحفاظ عليه، وهنا نجد من يحاول تكريس ثقافة سرقة ذاك المال المتجسد في أكبال شبكات الكهرباء والاتصالات ولعلّ ما حدث من سرقة أكبال اتصالات معبر مطربة الحدودي بعد شهر من افتتاحه يضعنا أمام سؤال تصعب الإجابة عنه في ظل تمادي البعض ومفاده؛ كيف لمؤسساتنا أن تستعيد عافيتها ولا يزال السارق طليقاً والقضية تسجل دائماً ضد مجهول!!!
في اجتماع واحد تقرر صرف 400 مليون ليرة لتأهيل مراكز تضررت بفعل الإر*ه*اب كان يمكن أن تذهب لمزيد من الخدمات وشراء حاجات أساسية تهمّ عموم المواطنين، وفي قطاعات أخرى فإن المسألة ليست أحسن حالاً، وعقدة الاتصالات اليوم كعقدة أي مواطن يحلم بأن تعود بلدنا إلى سابق عهدها لا أكثر .