الرواد الشباب يبدعون في إيجاد الحلول لعدد من المشكلات
أيمن فلحوط:
يسعى الطلبة المجدون، وكذلك عدد من الخريجين لتقديم حلول بديلة للعديد من المشكلات التي نعاني منها وخاصة في مجال الطاقة.
هذه الحلول تنطلق كما أشار ممن التقتهم “تشرين” من وحي المعاناة، ومن ضرورة البحث بما هو متاح لإيجاد ما يناسب بيئتنا، وكذلك لتكون منطلقاً لتحقيق المنفعة المتبادلة، ما بين المبتكرين من الرواد الشباب، وأيضاً مجتمعنا بشكل عام.
طالب السنة الخامسة في الطاقات المتجددة محمد علي، وزميله في السنة ذاتها في هندسة الطاقة الكهربائية محمد عرموش قدما مشروعاً لافتاً للنظر هو روبوت لمزارع الطاقات الشمسية، يعمل كما يشيران لتشرين على كشف الأعطال وتنظيف الألواح الشمسية لرفع كفاءتها، والسعي لتطوير المشروع ليكون قابلاً للمنافسة في السوق العربية والدولية.
يضيفان: عملهما انطلق من الحرص على القيام بأشياء جديدة تواكب القرارات الأخيرة الصادرة حول الطاقات المتجددة، فكانا أول من فعل ذلك، من خلال تقديم هذا الروبوت لتنظيف ألواح الطاقة الشمسية، والكشف عن الأعطال بالتصوير الحراري، ومراقبة هذه المنظومة لتقليل التكاليف الناتجة عن هذه الأضرار، والتي يمكن كشفها فوراً، وبأقل التكاليف مقارنة بالأسعار العالمية المرتفعة.
يعتمد الجهاز وفقاً لعلي وعرموش على البيانات التشغيلية والظروف المحيطة لمراقبة درجات الحرارة، والمعطيات الكهربائية لتحديد المردود والاستطاعة، وتالياً عمل هذه المحطة وكفاءتها، وقد واجهتنا صعوبات عدة أثناء عملنا، كوننا بحاجة لكاميرات من نوع خاص وبمواصفات معينة، وبجهود خاصة وبدعم من جامعة دمشق والمشرفين على عملنا، وخاصة كل من الدكتورين بسام شيخا وغيث ورقوزق تمكنا من الحصول على المطلوب، كما قمنا بتصنيع بعض الأجزاء بشكل محلي بدقة عالية.
وبما أن سوق الطاقات المتجددة في سورية لا يزال حديثاً، فإننا نتطلع لمحطات كبيرة ننتظر انتشارها، لنكون من المساعدين لتوسيع هذا الجانب المهم في الحصول على الطاقات البديلة، وتقديم أفضل كفاءة وأحسن جودة، والوصول إلى الدول العربية المحيطة، التي تستخدم هذا المنتج لتقديمها بأسعار منافسة مقارنة مع الأسعار المرتفعة في الساحة العالمية.
ويؤكد علي وعرموش أنهما يخططان للقيام بافتتاح خط لإنتاج الروبوتات والتمكن من بيعها، وبنفس الوقت تقديم خدمات للمزارع والمحطات الشمسية.
وقد حصلا مؤخراً على تمويل بسيط، لإقامة بذرة مشروع وشركة لهذا الأمر لإنتاج الروبوتات، ونحاول رفع الكفاءة بشكل كبير حتى نواكب التطور الحاصل في هذا المجال، كما تواصلنا مع رئيس جمعية رواد أعمال الشباب لمعرفة كيفية الدخول إلى سوق العمل، والتحديات التي تواجهنا، وطريقة مواجهة المشكلات القانونية والتجارية والاقتصادية، لأننا لا نملك المعرفة الكافية في هذا الجانب.
ويصف المهندس نورس إبراهيم مؤسس مشروع زاجل بأنه تطبيق الكتروني خاص بالشحن والنقل، يدير العمليات اللوجستية لهما بين المدن والمحافظات السورية خلال يوم أو عدة ساعات، عن طريق الربط مع الرحلات اليومية بين المحافظات، بدلاً من الانتظار لفترات طويلة للحصول على الشحن المطلوب.
جاءت فكرة الزاجل بحسب إبراهيم من المشاكل اليومية التي نعانيها في شركات الشحن، عندما يريد المرء إرسال أية أغراض لمكان آخر داخل الوطن، ويضطر المستقبل للقيام بالأمر ذاته بالتوجه لمكان الاستلام، ليحصل على الأغراض التي تم شحنها له، وقد تستغرق المسألة ما بين 4-5 أيام.
وفي تطبيق زاجل ستكون العملية مؤتمتة من الباب إلى الباب خلال اليوم ذاته، وبذلك سنوفر الوقت والجهد، ونؤمن السرعة، وإمكانية تتبع الشحن عن طريق التطبيق، ونسعى مستقبلاً لأتمتة منظومة الشحن كاملاً في سورية، ونكون شركة التطبيق رقم (1) الخاص بالشحن في البلد.
ولا يخفي المهندس الزراعي أسامة فريحات سعادته بأنه كان أحد المكرمين في مسابقة الرواد للتحول الرقمي، وفرحته الأكبر بلقاء سيدة الياسمين أسماء الأسد، كما يوجه الشكر للاتحاد الوطني لطلبة سورية، الذي قدم له الدعم من بداية عرضه فكرة مشروعه إلى حين تكريمه، وكذلك جمعية رواد أعمال الشباب.
وقد وقف الجميع مع تلك الأفكار المقدمة من الرواد لتحويلها إلى مشاريع حقيقية تؤمن الفائدة للمجتمع ولمبتكر المشروع.
يتلخص مشروع المهندس فريحات بالاعتماد على مخمر يقوم بالاستفادة من مخلفات معمل عصير العنب في السويداء والمعامل الأخرى، لتحويلها وإنتاج الغاز الحيوي، والاستفادة منها في مرحلة متقدمة في تقديم الكهرباء من هذا الغاز الحيوي.
في حين انطلق المعيد في جامعة طرطوس بكلية الهندسة التطبيقية المهندس إياس شاش في حديثه لتشرين من الحاجة والمعاناة العامة، من النقص الحاصل في مادة الغاز وارتفاع أسعارها، والحاجة لسماد يساعد التربية الزراعية على زيادة خصوبتها، مستفيداً من المخلفات في إنتاج الغاز المنزلي لتلبية حاجة الناس المتزايدة، وأيضاً تحقيق الفائدة للمزارع في تلبية احتياجاته من الأسمدة في ضوء
الارتفاع
الكبير في أسعار الأسمدة غير الطبيعية، وتالياً سيتم الحصول على الطاقة بشكل مجاني.
يضيف المعيد شاش: هناك قيمة مضافة من خلال مشروعي تمكنت عبرها زيادة كمية الغاز ونوعية الغاز الحيوي الناتج مقارنة بالمفاعلات الحيوية التقليدية، التي تعتمد على مرحلة واحدة فقط، ويمكن القيام في هذا المشروع في كل منزل لديه مكان لتربية الأبقار للاستفادة من مخلفاتها، إضافة لمخلفات المنزل لتوليد الطاقة البديلة، الأرخص ثمناً وصديقة البيئة.