إنتاج الدواء البيطري مهدد بالتوقف
نور قاسم
بيّن نقيب الأطباء البيطريين الدكتور إياد سويدان ل”تشرين” أن قطاع الدواء البيطري في خطر ويمكن أن يؤدي إلى أزمة جديدة بسبب سلسلة من الإجراءات الجديدة والتي لا تستند إلى دراسات فنية ميدانية، أهمها اتخاذ وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قرارات مفاجئة وغير مدروسة حسب تعبيره سعياً إلى ضم تسعير الأدوية البيطرية المحلية والمستوردة إلى جدول أعمالها على الرغم من عدم وجود أطباء بيطريين اختصاصيين لإدارة هذا الملف.
ولفت سويدان إلى أن قطاع الدواء البيطري تشرف عليه وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي منذ تأسيسها ، وهي أول من أنتج لقاحات وقائية بيطرية للأبقار والأغنام والدواجن منذ ستينات القرن الماضي ، ولديها خبرات متراكمة بهذا المجال، ناهيك عن رعاية إنتاج الأدوية البيطرية في القطاع الخاص ، ووجود مجموعة من التشريعات والتعليمات والإجراءات والهيكليات الإدارية والكوادر الفنية التي مكنتها من إدارة هذا القطاع بنجاح منذ ما يزيد على 50 سنة ، وتم خلالها الاعتماد على الأطباء البيطريين في إدارة ومتابعة هذا القطاع .
ليست سلعة تموينية
وأشار سويدان إلى الجهود التي عملت بها وزارة الزراعة ومازالت على مر السنوات في سبيل تأمين مستلزمات إنتاج الثروة الحيوانية، وتالياً فالأدوية البيطرية ليست سلعة تموينية للمستهلك مثل المواد الغذائية كالخبز والسكر والزيت … إلخ ، إنما هي أحد مستلزمات الإنتاج الخاصة بمشاريع الإنتاج الحيواني كما هو معمول به في كل دول العالم.
تبسيط الإجراءات
ووصف سويدان أن محاولة اقتطاع هذه المهمة من أهل الاختصاص أي الأطباء البيطريون في وزارة الزراعة ، من خلال سلسلة من الإجراءات الطويلة وتشكيل لجان وتقديم طلبات وإعداد المراسلات وتحديد مواعيد اجتماعات اللجان وما ينتج عنه من تأخير وعدم وجود آلية تسعير ثابتة ومنصفة ، ما أدى إلى إضافة حلقات ومراحل جديدة وصعوبات بالغة لدى كل من أصحاب معامل الأدوية البيطرية المحلية و المستوردين، آملاً بتبسيط الإجراءات على اعتبار أن هذا ما تسعى الحكومة تشجيعاً للإنتاج من خلال تسهيل تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وانسيابها إلى السوق المحلية لضمان استقرار واستمرارية العملية الإنتاجية لتأمين الأمن الغذائي للبلد في ظل الظروف الراهنة .
انعكاسات سلبية
وأما عن أبرز الانعكاسات السلبية على قطاع الثروة الحيوانية فقال سويدان ل”تشرين” إنها تتمثل احتمال توقف الكثير من معامل الأدوية البيطرية عن الإنتاج ، وإحجام الكثير من مستوردي اللقاحات البيطرية والإضافات العلفية عن استيراد هذه المواد الضرورية للإنتاج الحيواني ما سيؤدي إلى أزمة جديدة تتجلى في صعوبة توفير المواد الأولية لصناعة الأدوية البيطرية ما سيؤثر على صحة القطعان وعلى العملية الإنتاجية برمتها و الخاسر الأكبر هو المواطن المستهلك للمنتجات الحيوانية من لحم وبيض و دواجن وألبان ومشتقاتها في السوق المحلية.