وطن العيد
قبل زمن ليس ببعيد ، اختزلنا أماني العيد ومراجيح الفرح بالدعاء لبواسلنا الأبطال بالنصر المظفر, لتبقى حدود الوطن مزنرة بالعزة والشموخ, وتبقى عصية على كل من يحاول تدنيس ترابها.
وبعد سنوات من النار والنور يأتي العيد وندرك أننا نحتاجه كما يحتاجنا, نحتاج ضحكات الأطفال فيه, لربما نقطف سلالاً من الفرح والأمان, وليس مجرد حسرات وشعور بالخذلان, لن نكتب اليوم عن دوامة من تصريحات أُطلقت قبل مدافع العيد بأن كل شيء على ما يرام, وقد نحتاج عيناً زرقاء لتحمينا من الحسد!! ولن نكتب عن بعض التجار الذين باعوا ضمائرهم وزادوا من بؤس وحاجة الناس, ولا عن قرارات بعقوبات وضبط أسواق , ولكن سنكتب في حضور العيد عن وطن يستحق أن تعربش على اسمه ورود وياسمين, فقد تعبنا من الشكوى وأدركنا أن أماني الناس بات سقفها أن تصدر قرارات تكون برداً وسلاماً على حياتهم!!
نعلم ونعترف أن حيتان الأموال أجادت الرقص على إيقاع أزمات الناس وأوجاعهم, ومثل هؤلاء نسوا أو تناسوا أن لوطنهم عليهم حقاً, وأن سورية تحتاج قلوباً صادقة وضمائر حية, وأن حب الوطن ليس كلمات وإنما نبضات قلب وعمل وفعل, ولكن الحقيقة المؤلمة أن بعض من لديهم المال لم يعد يكفيهم ما يربحون وما يكدسون, بل صاروا عنواناً لمرحلة ” هل من مزيد “!!
بعد سنوات من الجمر .. نعلم أن الوطن لايزال في محنة, ولكننا نعلم أيضاً أن سورية كما انتصرت بهمة أبطالها ستنهض من أزمتها, فهي عيدنا وفرحنا, وهي قصيدة عشقنا ولهفتنا, وكلنا أمل بأن تعود شامة الدنيا لتزهو كأغنية نصر وكبرياء, ولنبقى نقول: ما أجمل عيدنا معك يا وطن.