طقوس العيد… تسامح وألفة ومحبة وأعمال خير
أيمن فلحوط:
يحمل عيد الأضحى المبارك بين طياته معاني سامية كبيرة في التضحية والصبر والفداء، لأنه يعمق الالتزام بالمبادئ والتضحية والفداء للوطن الغالي، وقد تغيرت الكثير من العادات المتوارثة عن الآباء والأجداد في وقت سابق، بعد أن كان العيد فرصة مهمة لزيارة كل البيوت من دون استثناء، للتهنئة بالعيد، متمنين الخير والسعادة للجميع، لكن الواقع الآن ومنذ سنوات ليست بالبعيدة تغير، كما يشير المربي أستاذ مادة اللغة العربية في قرية المنيذرة غرب منطقة صلخد في السويداء المتقاعد مفيد الدعبل في حديثه ل”تشرين”، واستعاض أهالي العديد من قرى محافظة السويداء عن ذلك، بعادة جديدة للتخفيف من أعباء الحياة، والواقع الاقتصادي المعاش، بالاتفاق على اجتماع أهالي القرية صباحاً في اليوم الأول للعيد في المقر الاجتماعي للقرية في ساعة محددة، يتبادلون فيها التهاني بالعيد، ويستذكرون الشهداء الذين دافعوا عن الوطن، ومن رحل من أبناء القرية، وتلقى في هذه الاجتماعات بعض الكلمات المقتضبة، تعبيراً عن هذه المناسبة، من قبل الهيئات الدينية والرسمية في القرية يباركون فيها بالعيد، ويتمنون الخير والسعادة والصحة للجميع، ويتحدثون حول الألفة والمحبة والتسامح وعمل الخير والتكاتف بين أفراد المجتمع لنشر الفضيلة، والحث على الأخلاق الحميدة والكريمة، والعمل بصفاء ونقاء السريرة ليعم الخير وتسود المحبة والألفة بين الجميع.
وبعد انقضاء تلك الساعة المحددة ينطلق كل مشارك في الاحتفالية إلى منزله أو عمله سعيداً بهذا اللقاء، لأنه أدى واجبه الاجتماعي على أكمل وجه، ومن دون أي عتب من الآخرين على عدم قيامه بزيارته في العيد.
كما حرص أهالي قرية المنيذرة على إجراء لقاء شهري في المقر الاجتماعي اسموه وفقاً للمربي الدعبل ” الملتقى الثقافي والاجتماعي ” يناقشون فيه مواضيع اجتماعية وثقافية وتاريخية وفلسفية والتراث والعادات والتقاليد الأصيلة، التي يفتخر بها الإنسان لتعزيزها بين أفراد المجتمع، حرصاً من المجتمعين من شباب وكبار السن على توعية أبناء الجيل تجاه المخاطر التي تقف في وجه نجاحهم وتألقهم في المستقبل.
ويتم التركيز على العناصر الشابة ودورهم في المجتمع، لأنهم عدة المستقبل، وليكونوا نواة كل بحث، وموضوع مطروح يتم التحضير له على مدار شهر كامل قبل اختياره، بغية إبعادهم عما من شأنه انحرافهم عن مجتمعهم وعاداته وتقاليده.
وقال مختار قرية المنيذرة حسين العياص لتشرين: في هذه الأيام الفضيلة لعيد الأضحى المبارك نستذكر أهالينا ونترحم على شهدائنا ومن فقدناهم، ولنحرص على العودة إلى الماضي الذي اعتدنا عليه، لنشعر بما كان يعانيه أهلنا من تعب وجهد في الحصول على لقمة العيش، لنهون على أنفسنا من الصعاب التي تلحق بنا الآن، جراء التحديات التي تواجهنا من حصار جائر هدفه تجويعنا.
فلنكن أقوى من التحديات، ونواجهها بكل قوة وعزيمة وبشجاعة لراحة ضميرنا، ولنبقى مضرب المثل كما كنا في الماضي من خلال المحبة والألفة التي كانت على الدوام تجمع بين أفراد مجتمعنا.
أضاف الشيخ مصطفى الدعبل: لقد ورثنا عن أهلنا المحبة والكرامة والتسابق في مساعدة الناس والدفاع عن الوطن، وعلينا في هذا الوقت العصيب المحافظة على ذلك، من خلال التكاتف والمؤازرة لبعضنا في الشدائد، وخاصة تجاه من يقدم للوطن على المستويات جميعها.
ونأمل من المسؤول كل في مكانه أن يكون واسع الصدر ويتحمل الناس، فالمعاملة الحسنة، والدعم على المستويات كلها كفيل بتذليل مختلف الصعاب التي يعاني منها المرء، ولتكن أيام الجميع كلها سرور ومحبة في هذه الأيام الفضيلة لعيد الأضحى المبارك.