ينابيع الذهب الرياضي
عشنا أيام الأسبوع الماضي مع أحداث دورة المتوسط في الجزائر ، نتوقع ونحلل الألعاب وأوضاع اللاعبين وندعو الله لهم بالتوفيق . ومن بين تعداد البعثة كان المحللون يحصرون توقع التتويج بأسماء لاعبين محددين ، وهم الخامات الذهبية في ألعاب القوى والملاكمة والفروسية ورفع الأثقال ، مع وجود أسماء أخرى يتوقع لها التتويج إن ظهرت بمستوى جيد .
إذاً الأسماء الذهبية كانت معروفة لدينا ولكن هل تم تأمين الظروف المناسبة لاستمرار تطور هذه الأسماء لتكون موقعاً للرهان الذهبي في الدورات الدولية؟ وهل فكرنا باتساع دائرة الأسماء الذهبية؟ وهل فكرنا بضرورة تشكيل لجنة الإعداد والتطوير لنجوم الألعاب الرياضية؟
النتائج وحسب ما وصلت إليه الساحة الرياضية هي: ذهبيتان بالفروسية والملاكمة و فضية ألعاب القوى، وكان مسك ختام الدورة بذهبية وفضية برفع الأثقال حققها البطل الذهبي معن الأسعد الذي فجر أجواء المدرجات بهتافات مشجعة باسم سورية.
والأبطال الذين وصلوا إلى الميداليات هم أنفسهم الذين نعرفهم، ومن خلال الاطلاع على أوضاعهم قبل المتوسط نجد اهتماماً خاصاً كان يتابعهم في مراحل الإعداد، فغصون الملاكمة كان يخضع لمتابعة شخصية من مدرب المنتخب وهو والده حسين غصون مع تركيز واهتمام غير مدعوم بأي إمكانات من اتحاد الملاكمة. الفروسية هي الرياضة شبه الوحيدة التي تحظى باهتمام مسؤول ودعم متواصل يوصلها إلى مواقع التتويج في أي استحقاق وفي أي توقيت وكذلك وجدنا أن اهتماماً غير مدعوم بأي إمكانات مادية ترافق استعداد لاعب رفع الأثقال معن أسعد مع وجود ظروف عائلية وفردية ورسمية من المجتمع المحيط به تساعد على تطور الاندفاع النفسي والمعنوي.. وكذلك وجدنا اللاعب مجد الدين غزال الذي تبنى الاتحاد الرياضي كل مراحل إعداده وتأمين استمرار تدريبه ومشاركاته الرسمية مع وجود متابعة عائلية وأهلية لصيقة جعلته في موقع الجاهزية النفسية في أي توقيت .
ما نريد الوصول إليه هو وجوب تحديد أسماء الذهب الرياضي وتشكيل لجنة إعداد رياضي لهم لتأمين متطلبات التدريب والمشاركات لهم من دون أي حجة بالظروف المحيطة بهم، تماماً مثلما تم تشكيل لجنة إقلاع لدورة المتوسط باللاذقية تم دعمها بالأنظمة والتعليمات وتجاوزت كل ضغوط الإنفاق والصرف التي كانت أيضاً تضغط على كل مناحي الحياة .
نريد أن يبقى الاستعداد مستمراً لمجموعات الألعاب والأسماء الموهوبة فردياً بشكل يبين لنا قبل أي استحقاق دولي توقعات النتائج الأقرب إلى الواقع . كما نريد أن نحافظ على منابع الذهب الرياضي لنضمن التتويج ورفع العلم في أي استحقاق وعندئذ تكتمل الدائرة بقمة جاهزة وقاعدة مؤهلة لدعم المنتخبات بأسماء جديدة كل عام .. إنها آمالنا التي تحتاج إلى العمل المخلص لتحقيقها .