الزراعات الصيفية تبقى مغامرة لعدم توفر المياه وارتفاع مستلزمات الإنتاج
ثناء عليان
يعاني المزارعون في محافظة طرطوس الكثير من المشكلات التي تمثل كابوسا مستمراُ لهم، وتتلخص هذه المعاناة في تدني أسعار المحاصيل الزراعية، وعدم توفر الكهرباء والمازوت، إضافة إلى النقص في مياه الري صيفاً وارتفاع تكاليف الإنتاج التي لا تتناسب مع سعر التكلفة مع ازدياد أسعار الأسمدة وانعدامها أحياناً وارتفاع أجور النقل.
ويؤكد المزارع ناصر إبراهيم، أن الزراعات الصيفية تبقى مغامرة لأنها برأيه أكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، خاصة إذا لم تتوفر مياه الري الكافية لها، مبيناً أن هذه الزراعات تحتاج إلى جهد أكبر من المزارع للحفاظ على ديمومتها بسبب هذه الظروف.
ويرى أن الزراعات الصيفية غالباً ما تكون قليلة الإنتاجية وهي أقل من احتياجات السوق المحلية، وكثيراً ما تكون جيدة بالنسبة للمزارع خاصة أنواع مثل (البامياء والملوخية والفليفلة والخيار والبندورة)، وما يشجعهم على زراعة هذه الأصناف أنها غالباً تحقق أسعار بيع جيدة تعود بالفائدة على المزارعين.
بدوره المزارع مصطفى خضور بين أن أغلبية المزارعين يعانون من أحوال معيشية قاسية بسبب الديون المتراكمة وخاصة الذين خسروا مواسمهم في الشتاء بسبب الصقيع، و”التنانين” التي ضربت محاصيلهم الزراعية، إضافة إلى قلة من يمكنهم الزراعة صيفاً بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج خاصة المحروقات والأيدي العاملة وأجور النقل، وعدم توفر المياه بكميات كافية، إضافة إلى مخاطر تسويقها بسعر جيد، وتحكم سماسرة سوق الهال بمنتجاتهم وشرائها بسعر أقل من التكلفة
ويؤكد المزارع علي وسوف أن الزراعات الصيفية هي عبارة عن “محاولة أخيرة” للمزارعين للتقليل من حجم الخسائر التي لحقت بهم خلال موسم الشتاء، وركيزة أساسية لتوفير متطلبات أسرهم خلال فترة الصيف، مشيراً إلى أن الوضع المائي السيئ سيجعل من زراعتها مغامرة لكونها أكثر عرضة للتلف نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وإصابتها بأمراض حشرية وفطرية قد يعجز الفلاح عن مكافحتها بسبب غلاء أسعار المبيدات التي تكون في الغالب ذات نوعية سيئة ومغشوشة.
وتلقى زراعة الخضار الصيفية، حسب المهندس الزراعي أحمد علي، اهتماماً كبيراً من فلاحي المحافظة بسبب قصر دورتها الإنتاجية ووجود أسعار تسويقية مجزية في السوق المحلية وعدم فتح باب التصدير لها.
وطالب الفلاحون الذين التقيناهم بضرورة تأمين المحروقات اللازمة لسقاية محاصيلهم من الخضار الصيفية هذا الموسم، إضافة إلى زيادة فترة التغذية الكهربائية للآبار والسماح بتصدير بعض المحاصيل بما يتناسب مع تكاليف الإنتاج المرتفعة.
وبيّن رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في زراعة طرطوس أسعد سليمان أن مديرية الزراعة في طرطوس تسعى بالتنسيق مع المحافظة لتأمين كل مستلزمات الإنتاج لتنفيذ خطة المحاصيل الزراعية، لافتاً إلى أن المساحة المخططة للزراعات الصيفية خلال هذا العام أكثر من 7 آلاف هكتار .منها: 3350 هكتاراً للتبغ، ومساحة 11 هكتارا للبطاطا الصيفية، و2761 هكتاراً للخضار الصيفية.
أما المحاصيل الزيتية فتمت زراعة 588 هكتاراً مروياً، و6 هكتارات للنباتات الطبية والعطرية كالزعتر الخليلي والميرمية والزعتر البلدي والنعناع وإكليل الجبل، ومساحة 491 هكتاراً للمحاصيل العلفية منها 431 هكتاراً مروياً و60 هكتاراً زراعة بعلية.
وأكد سليمان أن هذه المساحات لم يتم الحصر النهائي لها حتى تاريخه وهي قابلة للزيادة، لافتاً إلى أن الإنتاج يعد حتى الآن جيد جداً، ولكن هناك خوفا من التغيرات المناخية التي قد تتسبب بزيادة الإصابات الحشرية والفطرية، وهذا يزيد التكلفة على المزارع نتيجة زيادة عملية المكافحة وخاصة بعد ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية.
وأشار سليمان إلى أهم الصعوبات التي تعوق تنفيذ خطة الزراعات الصيفية كارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وعدم توفر كمية المازوت اللازمة لعمليات الزراعة، وانعدام توفر الأسمدة بالكميات الكافية لتغطية الاحتياجات الزراعية، وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.