قاق قاق…

الغُراب المنبوذ وجدانياً من باطنة أغلب الشعوب وموروثها الشعبي وحكاياها منذ آلاف السنين والأعوام، لالتصاق صفة الشؤم والموت بحضوره أو اقترابه من سكن الناس، وهو اللصّ بين أقرانه من الطيور والدواجن، يسرق مالذّ وطاب، وحسب الأهواء، إذ يمكن أن يسرق مفتاحاً وخبزاً على طاولة “كافيه” في الشارع العام.

هذا اللصّ، وجالب الشؤم كانت له حظوةٌ في اليابان، إذ إن ” الغراب الأسود يشكلّ مشكلة في الشارع العام الياباني، بسبب عبثه بأكياس القمامة، وإتلافه المحاصيل الزراعية”.

هذا الحيوان المشاغب والمؤذي، استدعى من الحكومة اليابانية ورش عمل لبحث سلبيات وجوده وطرق تطويق مشكلاته على نحوٍ عام، وكان من مخرجات الورشة تكليف السيد تسوكاهارا – المهتمّ بدراسة حياة الغربان- مهمة تطويق الموقف الغرباني ولحظه بعيون الحكومة من دون إيذائه.

المهمّ، صاحبنا تسوكاهارا أخذ قرار التكليف الإداري تحت إبطه، وحبس نفسه في مكتبه “أسبوعين زمان”، واستعان بأجهزة التحقيقات الجنائية الصوتية ، وسجل للغربان أصواتها وردود أفعالها بعد كل صوتٍ، واستخلص نتيجة بحثية بعد تحليله البيانات رصد فيها ٤٠ كلمة من مفردات الغربان مثل(لقد وجدت الطعام- اهربوا- تعالوا)

وبالفعل قام تسوكاهارا بتوزيع مكبّرات صوتٍ غربانية بجوار حاويات القمامة تقول:

خطر اهربواااا..

بينما ساعدت السلطات المعنية بوضع الطعام في مكان متفق عليه إدارياً وبجواره مسجل صوت ينعق(لقد وجدت الطعام).

وهكذا عاش الغراب الياباني في ثباتٍ ونبات، وخلّف غرباناً ذكوراً وإناثاً تحت رعاية الحكومة والمحافظ وبحوث العلماء الذين تشجعوا أكثر من اللازم، حتى بات قسم علوم الحيوان مهتماً بكل الحيوانات، الأليفة منها والمؤذية واستثمار إنجاز تسوكاهارا لمعرفة لغات الطيور والحيوانات المختلفة خوفاً عليها من الجوع ورأفةً بالمرافق العامة كي لا يصيبها أذى أو إتلاف من شغب حيوان لحظة جوع وإهمال.

فاااا قاق قاق…

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار