أعذار أقبح..!!
تشرين:
للقائمين على الأفران ملاحظاتهم بما يتعلق بجودة الدقيق الذي يسلم لهم، حيث إنه أحياناً ليس بالجودة المناسبة ما يصعب عملية العجن وجعل العجين متماسكاً (بالعامية ما فيه حيل) كذلك يحتاج أحياناً إلى تنخيل، وأعاد بعضهم سبب تفاوت جودة الإنتاج من مخبز لآخر الى نوعية الطحين المسلم لكل منها حسب مصدره، ولجهة النقص في الوزن فمسوغه حسب أصحاب بعض الأفران الخاصة هو تحقيق ريعية من العمل لكون التسعيرة النظامية لا تراعي هامش ربح معقولاً ولا تأخذ بالحسبان التكاليف لجهة أجور العمال الباهظة وتكاليف الإصلاح الملتهبة.
وبشأن جودة الرغيف بدأ المهندس حميدي الخليل مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب بدرعا حديثه لـ«تشرين» بالقول: إن عملية إنتاج رغيف الخبز بالجودة المطلوبة لا تقتصر على الدقيق والمخابز فقط وإنما هي سلسلة متكاملة بدءاً من طحن الأقماح وانتهاء بوصول الخبز ليد المستهلك.
وتابع في التفصيل: إن احتياج المحافظة اليومي يبلغ 372 طناً، تنتج مطحنة اليرموك الوحيدة بالمحافظة بين 50 و60 طناً منه باليوم فيما تستجر البقية من مطاحن أخرى، والكميات المستجرة سواء من المطاحن الخاصة أو الحكومية أو المقايضة لا يتم استلامها إلّا بعد تحليل عينات منها بمخبر مطحنة اليرموك، وفي حال وجود أي مخالفة بالمواصفات ترفض الكمية، وقد تم في الفترة الأخيرة رفض 31 سيارة من دقيق المقايضة، فيما يتم تغريم المطاحن الخاصة إن كانت هناك أي مخالفات محدودة ولا تمنع من استلام المادة لتحقيق الاكتفاء اليومي بالمحافظة.
وأشار الخليل إلى أنه في بعض الأحيان يتأخر وصول الدقيق للمحافظة بسبب ظروف النقل والتعبئة بالوقود، فلا يتمكن الفرع من إعطاء مخصصات الأفران بموعدها المحدد، ويتم توجيه الأفران لخبز الكميات فور وصول الدقيق إليها لضمان تأمين الخبز للمواطنين.
وعن التفاوت بجودة الإنتاج بين مخبز وآخر ذكر مدير الفرع أن ذلك يخضع للحالة الفنية للمخبز (قصر وطول خط التبريد) والعمالة الخبيرة، يضاف لذلك عدم التزام بعض الناقلين بشروط النقل بصناديق.
بدوره عرض الدكتور يحيى العبد الله مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في درعا لقيام دوريات حماية المستهلك بجولات دائمة ومستمرة على أفران الخبز في مختلف أرجاء المحافظة وتنظيم الضبوط بمخالفاتها وخاصة منها سوء الصناعة ونقص الوزن، لافتاً إلى أنه تم خلال النصف الأول من العام الجاري تنظيم 134 ضبطاً تموينياً، تتوزع بين 28 لارتكاب مخالفة نقص الوزن و37 لمخالفة سوء صناعة الرغيف و60 للإخلال بمواعيد العمل، و5 لتعبئة أكثر من ربطتين بكيس نايلون واحد وعدم وجود لوحة على باب المخبز و4 للاتجار بالخبز التمويني، فيما جرى تغريم عدد من المخابز بسبب مخالفات نقص الوزن بلغت قيمتها المالية 146.782 مليون ليرة.
وعن رؤيته لسبب سوء صناعة الخبز في بعض الأفران أشار العبد الله إلى أنه يعود لعوامل عدة منها: قلة الخبرة لدى الكادر الفني وخاصة العجان، وإنتاج الخبز في بعض الأحيان ليلاً لعدم تقيد بعض المخابز بساعة بدء العجن وهي الخامسة صباحاً حسب قرار محافظة درعا، وذلك ما يتسبب بتكديس المادة ضمن المخبز بشكل يؤثر على جودتها، كذلك يلعب موضوع النقل للمادة دوراً في الجودة نتيجة عدم التزام الناقل بتأمين الصناديق المخصصة لنقل المادة، وأيضاً تكدس المادة عند المعتمد حتى قدوم المواطنين لشرائها، علماً أن جميع هذه المخالفات عند رصدها من قبل الدوريات يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها.