المتوسط والرهان الناجح 

الحصاد الرياضي السوري في الدورة التاسعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط للعام ( 2022 ) انتج غلالاً رياضية يعتز بها رغم محدودية المشاركة بالألعاب التي لم تتجاوز سبع ألعاب رياضية، ولكن ما حققه الرياضيون السوريون المشاركون في هذه الدورة في وهران بالجزائر كان مشرّفاً ويعكس حالات راقية من التميز والريادة في بعض الألعاب كالفروسية ورفع الأثقال والملاكمة وألعاب القوى توجّت بمداليات براقة بألوان الذهب والفضة زينت صدور أبطالنا الرياضيين، وهذا في حد ذاته يعدّ إنجازاً يحسب للرياضة السورية وسمعتها بشكل عام ويثبت من جديد أن رياضيينا الأبطال لهم حضورهم وتألقهم عندما يتواجدون في المحافل والبطولات الخارجية، وأن ما فاتهم من مشاركات سابقة على المستوى الدولي والعالمي بسبب الظروف الاستثنائية التي مرت على بلدنا الحبيب سورية لم يثنِ من عزيمتهم أو يفتر من همتهم تحسباً واستعداداً لاستحقاقات كهذه أو فعاليات رياضية مستقبلية.

واللافت أن رهانات المعنيين بالأمور الرياضية كانت مقتصرة على إثبات التميز والنجاح في بعض الألعاب الرياضية الفردية دون غيرها لما يملك لاعبوها من خبرات وقدرات مطلوبة للمنافسة القوية مع الأبطال العالميين في هذه الرياضات، وهذا جيد … وقد كانت النتائج مشرّفة .. ولكن الأجمل والأفضل لو كانت أغلب ألعابنا الرياضية حاضرة ومشاركة في هذه الدورة ومثيلاتها من الفعاليات والبطولات الرياضية، لأن الرياضة الوطنية بكل ألعابها لأي دولة هي سلسلة متكاملة الحلقات وأن أهميتها وانتشارها على المستوى الدولي والعالمي مرهون بقوة هذه الحلقات وإنجازاتها والانتشار الدولي لها يبقى محدوداً إذا لم تتسع دائرة المشاركة فيها بجميع الألعاب الرياضية.

نتمنى الخير والنجاح لرياضتنا السورية ولرياضيينا الأبطال الذين يتحفوننا دائماً بالإنجازات الرياضية المميزة والتي ترتب عليهم مسؤوليات وطنية إضافية بتعزيزها وتطويرها مستقبلاً وهم أهل لهذه المهمة وهذه الثقة.

نأمل ألّا يطغى مبدأ النوعية دائماً في اختيار الرياضيين رغم أهميته والتعتيم بالمقابل على مبدأ ضرورة الاهتمام بالقواعد والشرائح للألعاب الرياضية الأخرى وتدريبهم ورعايتهم ضمن استراتيجية منهجية للوصول بهم إلى مرحلة التمكن والتميز ليكونوا الرديف القوي للأبطال الحاليين بما يحقق توسيع المشاركة الرياضية بجميع الألعاب مستقبلاً في الاستحقاقات والفعاليات الرياضية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار