بمناسبة الذكرى الــ60 للاستقلال السفير الجزائري: الاستقلال فخرنا.. العلاقات مع سورية اتسمت دوماً بالتميّز..

شوكت ابوفخر:

يحيي الشعب الجزائري الشقيق اليوم الخامس من تموز الجاري الذكرى الـ60 للاستقلال، وذلك بكل ما تحمله هذه المناسبة من فرحة بالنصر المبين، وفخر بالتاريخ المجيد، واعتزاز بأمجاد وبطولات الشعب الجزائري، منذ أن وطأت أرجل المستعمرين أرض الجزائر الطاهرة.

نضال متواصل ضد ليل استعماري حالك استمر لفترة 132 سنة، ذاق فيه الشعب الجزائري كل أنواع الظلم والسلب والقتل والتنكيل والتهجير وطمس لمقوماته التاريخية والحضارية.

وقال السفير الجزائري بدمشق في بيان وصلت تشرين نسخة منه إنها مناسبة غالية على الجزائريين، من شأنها تذكير أجيال الاستقلال بواجب التقدير والوفاء والعرفان للشهداء الأبرار الذين حافظوا على عهدهم وضحوا بأعز ما يملكون، فأناروا بدمائهم الطاهرة الطريق نحو العزة والكرامة، واستهلم الشعب الجزائري من نضالهم تلك العبر والقيم السامية التي طبعت مسيرة هذا الشعب، وجعلته أكثر تعلقاً بالوطن، مدافعاً عن مصالحه ووحدته واستقلاله، رافعاً من شأنه ومكانته، ومحافظاً على هويته ومقدّساته.

واضاف البيان انه لإبراز هذه الذكرى وغيرها، وضع الرئيس عبد المجيد تبون، موضوع الذاكرة على رأس أولويات برنامجه، وقرر جعل الثامن من شهر أيار من كل سنة يوماً وطنياً للذاكرة، مع إطلاق «برنامج الذاكرة الوطنية»، إلى جانب إنشاء قناة تلفزيونية تعنى بالذاكرة الجماعية للشعب الجزائري وتاريخه، داعياً المؤرخين إلى استجلاء جميع جوانب محطات التاريخ النضالي للشعب الجزائري في ذاكرة الأمة، إنصافاً لحق الأجيال الصاعدة في معرفة ماضيها بأدقّ تفاصيله.

ونوه البيان بمواصلة الرئيس تبون، بقوة، وبخطوات مدروسة، تشييد الجزائر الجديدة التي يتطلع إليها كل الجزائريين، والتي قطعت أشواطاً في مسار الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال تنظيم استفتاء على مشروع تعديل الدستور (1/11/2020) ووضع أسس لنظام سياسي ديمقراطي يكفل حماية الحقوق والحريات ويحقق التوازن بين مختلف السلطات ويضمن أخلقة الحياة العامة، وانبثق عن الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت يوم 12/6/2021، مجلس شعبي وطني بتشكيلة جديدة، كما أدلى الجزائريون في (27/11/2021) بأصوالهم في انتخابات محلية لتجديد المجالس البلدية والولائية، في آخر محطة في مسار تجديد المؤسسات المنتخبة، وشرع الرئيس تبون في لقاءات مع قادة وممثلي أحزاب سياسية، والتأسيس بذلك لحوار وتعاون وثيق بين مكونات الطبقة السياسية والقوى الحية في المجتمع، وبناء جبهة داخلية قوية، كما يولي أهمية كبيرة للنهوض بالاقتصاد الوطني، حيث تمكنت الجزائر من رفع مستوى صادراتها خارج المحروقات، وتشهد أوضاعها المالية تحسناً يبعدنا عن الاستدانة، مع تحسن مستوى احتياطها من العملة الصعبة.

وفي سياق التحولات التي يعرفها العالم، نجحت الدبلوماسية الجزائرية كما جاء في بيان السفارة الجزائرية في تكريس مكانتها الدولية من خلال سلسلة الإنجازات التي تحققها، وظلت الجزائر متمسكة بالمبادئ العامة لسياستها الخارجية القائمة أساساً على مبدأ احترام استقلال وسيادة الدول الأخرى، ومبدأ عدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومبدأ حلّ الأزمات والنزاعات والمشاكل بالطرق السلمية والحوار والمصالحة بعيداً عن الحلول العسكرية والأجندات الخارجية، مركزة في ذلك على العمل المتعدد الأطراف، والدور المحوري لمنظمة الأمم المتحدة، وجهود العديد من المنظمات الإقليمية، في التوصل إلى الحلول السياسية للمشاكل والتحديات التي تواجه دول العالم.

وقال البيان ايضا إن الجزائر المستقلة التوّاقة دوماً للحرية، ستواصل دعمها للقضايا العادلة، فالجزائر تؤكد أن قضية الصحراء الغربية هي من صميم مسؤولية الأمم المتحدة باعتبارها مسألة تصفية استعمار، وراى البيان أن حلها عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الثابت وغير القابل للتنازل في تقرير المصير، كما أن الجزائر على قناعة أن وحده الحل القائم على الشرعية الدولية والاعتراف بالحقوق الوطنية غير القابلة للتنازل للشعب الفلسطيني، يضع حداً نهائياً للصراع في منطقة الشرق الأوسط.

وبهذه المناسبة عبر السفير الجزائري في دمشق السيد لحسن تهامي عن سعادته بأحياء هذه الذكرى على أرض سورية العروبة، وتوجّه بالتحية للشعب العربي السوري في ربوع سورية العزيزة، قيادة وشعباً، لما قدّموه من مساندة في سبيل نيل الجزائر لاستقلالها الذي جاء تتويجاً نضالياً لمقاومات شعبية متعاقبة منذ أن وطأت أرجل الاستعمار أرض الجزائر، وعلى رأسها مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري التي أغنت مآثره البطولية والفكرية والإنسانية الحضارة العالمية، وعززت إقامته في بلاد الشام من الرصيد التاريخي للعلاقات الجزائرية- السورية التي اتسمت دوماً بالتميز بما تعرفه من تلاحم شعبي، وحرص متواصل من قبل القيادتين في البلدين على تعزيز جسور التواصل والتشاور والتنسيق بينهما، والرغبة الصادقة والمشتركة للجانبين في مواصلة البحث عن كل فرص الشراكة المتاحة في سبيل دعم العلاقات الثنائية وإثرائها في مختلف المجالات، وهي المهمة التي تضطلع بها اللجنة المشتركة للتعاون، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، والتي أغنت دوريتها الأولى والثانية الإطار القانوني للعلاقات بين البلدين بعدد معتبر من الاتفاقيات والبروتوكولات ومذكرات التفاهم والبرامج المختلفة، غطت قطاعات اقتصادية وثقافية عديدة، يعمل البلدان على تفعيلها خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين وتطلعهما إلى مزيد من التعاون والتلاحم والتضامن.

أضاف السفير تهامي: إنها لمناسبة طيبة نشيد فيها بمكانة آل الجزائري والجالية الجزائرية في سورية، حيث لعب أولاد الأمير عبد القادر وأحفاده واخوته أدواراً محورية بتاريخ دمشق والمنطقة، وتفاعل الجزائريون الذين عاشوا في سورية مع أحداث هذا البلد الشقيق، وانخرطوا بحياته الاجتماعية والثقافية، فتأثروا بالمجتمع السوري المضياف وأثّروا فيه، وأصبح الاندماج التام بين الجزائريين والسوريين هو الصخرة المتينة التي قامت عليها العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، والتي تجلّت في الدعم السوري للثورة التحريرية المجيدة في الجزائر، ودعم الجزائر للجهود الأممية الرامية لحل الأزمة في سورية، بالحوار بين السوريين دون أي تدخّلات أجنبية، وبما يضمن سيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية، وتطلّع الجزائريون إلى استعادة سورية لدوريها العربي والإقليمي والدولي.

وختم بالقول: إن ذكرى استقلال الجزائر، ذلك الحدث الذي طبع القرن العشرين، ستظلّ راسخة في ضمير ووجدان الشعب الجزائري، وفي ذاكرة الشعوب المحبة للحرية والتواقة إلى العزة والكرامة، وإحياء الذكرى يحمل كل معاني الترحم على أرواح الشهداء الأبرار، وعرفاناً للمجاهدين الأشاوس على ما قدّموه من تضحيات جسام في سبيل الحرية والكرامة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار