فوجئ كيان الاحتلال الاسرائيلي بظهور ثلاث مسيرات مختلفة النوع والحجم فوق حقل كاريش قبالة الساحل اللبناني، والذي يزعم هذا الكيان أحقيته باستخراج الغاز منه وعدم أحقية لبنان بثرواته النفطية في هذا الحقل، حيث كان العدو الصهيوني قد سارع لإرسال سفينة تنقيب يونانية لاستخراج النفط وقبل البت بترسيم الحدود البحرية وحقول النفط المكتشفة وحتى قبل أن تنتهي مهمة الوسيط الأمريكي رغم أنه وسيط غير نزيه و منحاز للمحتل الإسرائيلي على المكشوف.
نقول ظهور أكثر من مسيرة وهي تابعة للمقاومة وبشكل مفاجئ لم تتوقعه أوساط الاحتلال الصهيوني شكل صدمة كبيرة لهذا الاحتلال ووضع حقل كاريش تحت الخطر وقد ظن العدو أنه هيأ الأجواء كلها لوضع إنتاج هذا الحقل في جيبه، فالسفينة اليونانية أخذت مكانها في الحقل وحولها سفن حربية إسرائيلية تحميها والوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين جاء إلى لبنان والكيان الصهيوني لترتيب تسوية مشبوهة تعطي هذا الكيان الحقل وإنتاجه بذرائع واهية ومزيفة ولبنان ينظر إلى ثروته كيف تنهب من دون جدوى إلى أن جاءت عملية المسيرات البطولية لتحرك المياه الراكدة وتثير الموضوع بقوة وتعطي المفاوض اللبناني أوراقاُ قوية جديدة وترد على الجانب الإسرائيلي والوسيط الأمريكي المؤيد له من دون تحفظ رداً حاسماً.
ما بعد تحليق مسيرات المقاومة فوق حقل كاريش وعلى مقربة من سفينة الاستخراج اليونانية ليس كما قبله، فقد أثبتت العملية أن لبنان لايمكن أن يتنازل عن أي جزء من ثرواته النفطية في البر أو في البحر وأن هذه حقوق ثابتة ولا تتقادم بمرور الزمن ولايمكن أن يشكل وجود سفينة للاستخراج في هذا الحقل أن هذا الحقل بات ملكاً للعدو أو أنه يفرض أمراً واقعاً على لبنان القبول به وبذلك أعادت عملية مسيرات المقاومة موضوع الحدود البحرية وحقول النفط والغاز إلى المربع الأول مع عامل جديد هو أن الحقوق اللبنانية النفطية تستند في صونها وحمايتها إلى المعادلة الذهبية الشعب والجيش والمقاومة، وأن المقاومة حاضرة ويدها على الزناد وليس كما ظن بعضهم أن المقاومة غير موجودة في هذا الملف الإستراتيجي الحيوي.
لبنان بحاجة إلى هذه الثروات وأكثر من أي وقت مضى وحزب الله وجميع القوى الوطنية لايمكن أن تسمح للعدو بنهب ثرواته أمام عينيه وعملية المسيرات ليست استعراضاً إعلامياً إنما هي بمثابة إنذار للعدو له ما بعده فإذا لم يستجب لحق لبنان بثروته فإن قوة الردع موجودة وتحليق المسيرات أولى الإشارات والمقاومة لن تبخل بالتضحيات مهما كانت .
tu.saqr@gmail.com