مديحُ الفنان ضدّه.!
كثيرة هي عبارات المديح التي تطلق في حق الممثلين والممثلات، بعد مشاهدة أعمالهم، سواء التي تعرض خلال كل موسم درامي في شهر رمضان، أو خارج الموسم، وهي عبارات تتوهم أنها تنصف هذا الممثل أو تلك الممثلة، رغم أنها لا تفيه حقه، فتتنوع العبارات بين ” تحدى ذاته، أو تحدت ذاتها، أو تفوق/ت على نفسه/ها، أو فاجأنا، أو فاجأتنا”، أو غيرها من العبارات التي تبتغي إنصاف الممثلين والممثلات، لكننا نرى فيها مديحاً غير دقيق، ليس لأسباب لغوية، بل لأنها غير ذات دقة في النظر بتجربة هذا الممثل أو تلك الممثلة، أي إن ثمة غفلة عن الأدوار السابقة المهمة أو نسياناً لما قدم هذا الممثل أو تلك الممثلة، موضوع المديح. فمثلاً لا يعقل أن نمدح دوراً للممثلة “سلافة معمار” ونعدّ أنها أصبحت الآن نجمة النجمات، وننسى دورها المهم والمفصلي في حياتها الفنية في مسلسل “زمن العار” للكاتبين ” حسن سامي يوسف، ونجيب نصير” وأخرجته رشا شربتجي، وعرض عام 2009 ، لمجرد أنها جسدت دوراً في مسلسل بيئة شامية أو مسلسل معاصر من مثل ” عالحد” جسدت فيه دور فتاة تقوم بجرائم متسلسلة، بأداء لافت ممتع، وبغض النظر عن الملاحظات التي يمكن تسجيلها بشأن المسلسل. في حين أن دورها جاء كأداء في مسلسل “زمن العار” مميزاً لشخصيتها المركبة التي تجسد فيها كل طاقاتها الشعورية من فرح وحزن، غضب واستنكار، ارتباك وضعف ،حيرة وخبث، استكانة وقوة، اندفاع وجبن، إلى آخر الأبعاد النفسية والشعورية لشخصية “بثينة”. ولعل مشهد الاغتسال بما فيه من دلالة رمزية تطهرية من الإثم الذي ارتكبته بحق صديقتها وبحق نفسها، رغم أنها كانت تلبي نداءً إنسانياً لأي فتاة في عمرها، لكنه جاء بشكل فني مدروس، غير فجٍ، أغنى المشهد والصراع الداخلي الذي انتاب شخصيتها. وكل ما أدته الفنانة سلافة معمار في أعمال لاحقة، مهما كان إبداعياً ومتقناً، لا يتجاوز أدواتها الأدائية في هذا المسلسل بعلاقتها المتنوعة مع أمها المريضة، وأبيها الأناني، وإخوتها المتشاجرين حول حصصهم من بيع البيت، وحيواتهم الخاصة، وإهمالهم جميعاً لها كفتاة لها متطلبات مثل أي فتاة في عمرها بدأ قطار الزواج يتجاوزها، رهنوها لخدمتهم فقط جميعاً.