الغرب المتصهين أصل البلاء

كل ما يهم الغرب المتصهين وأذرعه المنتشرة هو تحقيق أطماعه، و لا يعنيه أي شيء آخر، قد يظن المرء للوهلة الأولى عند سماعه تصريحات مسؤوليه أنهم يسعون جاهدين لما يسمى “ترسيخ الفضيلة” في أي مكان سيحلون به، وسينعم اهله برعايتهم في “أمن وسلام” !
لكن الحقيقة تقول؛ إن أفعالهم تشي بعكس ذلك، والوقائع على الأرض تثبت مدى صحة هذه الحقيقة؛ والأمثلة أكثر من أن تعد وتحصى، فهاهي هيروشيما وناكازاكي وفيتنام ودول أمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا من فلسطين وأفغانستان والعراق وسورية واليمن وغيرها الكثير يبوح بما خلفه إر*ها*ب الغرب من آلام وجراح وجرائم يندى لها جبين الإنسانية.
التاريخ بماضيه وحاضره يشهد بأن ما يقوم به الغرب في سياساته المقيتة، أو تحركاته العسكرية تجاه أية دولة، لا ينم عن خير، إذ يتعمد شن حربه الناعمة في كل خطواته، ويبدؤها بإطلاق مصطلحات يستند عليها؛ لكي يسوّغ لنفسه أفعاله المشبوهة لدى الرأي العام العالمي، ويواصل ضخه للأكاذيب وتضليله عبر الضخ بوسائل الإعلام حتى يكوّن الصورة التي يريدها في الأذهان، ليتسنى له تالياً ما يريد، وصولاً لأهدافه العدوانية التي تفوح منها رائحة الدم والإجرام !
ممارسات الغرب، في كل مكان وطأته أذرعه بالوكالة أو الأصالة، بادية للعيان ويعرفها كل من خبر أفعاله، القريب منها أو البعيد، بيد أنه في تضليله ونفاقه يمرر أفعاله بدهاء إلى الرأي العام بصورة مقلوبة تنافي الواقع، إذ نراه في كل ما خلفه من ممارسات بحق الإنسانية ودمار للبنى يلبسها لمناهضيه، في تشويه رهيب للحقائق، لكي يبعد عن نفسه تهمة ما اقترفته يداه من آثام بكل ماللكلمة من معنى !
هذه صورة من الصور البشعة التي تنم عن أعماله غير الأخلاقية، وعن حقيقة جوهره المبنية على الهيمنة والنهب لكل مقدرات الدول وشعوبها وسرقة خيراتها واحتلال أراضيها ومصادرة قرارها وما إلى ذلك من أفعال تخالف كل القوانين والمواثيق الدولية، لكن من يحاسبه !
الأنكى من ذلك؛ ممارسته الإرهابية التضليلية في كل المنابر، وعقوباته الظالمة وحصاره الجائر في محاولة يائسة لـ “إخضاع ” الدول المستهدفة لمشيئته، وكذلك بث أنواع من الثقافات التي تجافي الأخلاق والقيم الإنسانية، ناهيك عن بث التفرقة ونشر الفقر والجوع والموت والتخلف وما إلى ذلك بما يؤثر سلباً على الواقع الاجتماعي في تلك الدول التي تقع في براثنه، وليس انتهاء بتشويه وتزييف الواقع عبر الإعلام، تحقيقاً لمراميه القذرة!
وبعد كل ذلك، ألم يحن الوقت لكي تعي الدول والشعوب حقيقة هذا الغرب أصل البلاء، فيما يرتكبه من فظائع ، يندى لها الجبين ،وعليه لابد من أن تتكاتف الدول والشعوب فيما بينها لتضع حداً له، وتنهي هيمنته الأحادية المقيتة، وتنطلق في عالم متعدد الأقطاب يضمن النهوض والازدهار ويحقق العدالة والأمن والسلام.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار