من يدعم مزارعينا؟

ندرك جميعاً أن الزراعة العضوية تعني أماناً أكثر، وتلوثاً أقل واستدامة للموارد وكذلك ربحاً مضموناً للمزارع، ولكن أين وصلنا في هذا المجال وماذا يحدث؟

مازالت بلادنا في بداية الطريق نحو الإنتاج الزراعي العضوي، رغم أن لدينا من المؤهلات والزراعات التي تسمح لها بالتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية, خاصة إذا علمنا أن بعض المزارعين يستعملون الأسمدة العضوية بشكل فطري ويعدلون عن استخدام الأسمدة الكيميائية لمعرفتهم بضررها على التربة.

ومع كل تلك الميزات التي تتمتع فيها الأغذية العضوية نرى أن المستهلك لا يرغب بها لارتفاع ثمنها، وكذلك المزارع أدار ظهره لها لارتفاع تكاليفها، رغم أنها صحية وسليمة وخالية من المبيدات والمركبات الكيميائية!

قد يقول البعض إن المزارع لا سند له، بالرغم من صدور قرارات تعود لسنوات ما قبل الأزمة بضرورة تقديم الدعم المباشر للمنتجين العضويين بالوسائل و الطرق المناسبة، مثل تأمين البذور والشتول والأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية والدعم الفني وتوجيه المزارعين لاستعمال المكافحات الحيوية والتسميد العضوي، ولكن كل تلك التوصيات بقيت في أدراج النسيان وكما هي العادة، حتى باتت الزراعة العضوية اجتهادات فردية فقط!

قبل عقدين من الزمن بدأ الاهتمام بالزراعة العضوية في بلدنا على المستوى الحكومي، فأنشئت مزارع عضوية للزيتون والكرمة والقطن و النباتات الطبية و أشجار الفاكهة، أما في وقتنا الحالي فلم نعد نسمع بتلك الزراعات إلّا فيما ندر، علماً أن سورية تمتلك الكثير من المؤهلات التي تسمح لها بالتحول من الزراعة التقليدية إلى الزراعة العضوية.

يبقى أن نشير إلى أن العديد من الصعوبات تعترض عمل المزارع في الزراعة التقليدية قبل الزراعة العضوية، وإن كانت فعلاً النيات صادقة بدعم الإنتاج الزراعي والتعويض على الفلاح ومساندته وصولاً إلى التخفيف عن المواطن وما يعانيه من ارتفاعات سعرية، حينها البدايات الصحيحة ستؤدي إلى نتائج صحيحة والمهم أن نبدأ.. أليس كذلك؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار