المدرسة والجامعة ودورهما في بناء الأجيال
الأب: حسن سليمان الطبرة:
مع بدء معافاة الوطن وتحرير ما تبقى مقضوماً من أرضه من العصابات الإر*ه*ابية المدّعمة من قوى الشر العالمية نجد لزاماً وضرورة قصوى أن نعي دور المدرسة والجامعة في إعداد النشء من أطفال ويافعين وشباب لضمان مستقبل وطني تربوي واقتصادي واجتماعي وثقافي وسياسي يخلّص المجتمع مما لحق به من آثار تدمير تربوية وأخلاقية ونفسية وعلمية وينهض به من جديد ليلتحق بركب المجتمعات المتقدمة في كل المجالات.
فالمدرسة والجامعة منصّتان أساسيتان لمقاربة النشء من أطفال ويافعين وشباب، وهما المكانان الأكثر تميزاً لتعزيز نمو الشخص البشري لذا نجد أن كل المجتمعات المتقدمة وعت أهمية المدارس والجامعات فأنشأتها ورعتها وغذّتها علمياً وتربوياً واقتصادياً لتضمن بالتالي ضمان تقدم المجتمع الذي تريد.
ذلك يلفت النظر إلى أن المدارس والجامعات تحتاج وقفات دائمة مع الذات من قبل إدارييها ومعلميها ومدرسيها وأساتذتها وتطرح على نفسها الأسئلة الإيجابية القلقة:
1- هل البرامج والمخططات التي أعلّمها وأدرِّسها كفيلة ببناء المجتمع الذي أريد وتقدمه.
2- هل أواكب كمدرسة وجامعة المتغيرات التربوية والسلوكية والأخلاقية والعلمية العالمية.
3- هل أساهم في المحافظة على خصوصية المجتمع المطلوب في النهوض به علمياً وتربوياً وأخلاقياً، فمثلاً نحن في الشرق العربي نتمتع بنعمة وجود الأسرة وقوتها وأواصرها المتينة ومساهمتها في تدعيم أخلاقيات موروثة تحتاج التشذيب والمتابعة بما يلائم العصر والتطور العلمي والتقني.
4- هل أؤدي واجبي المنوط بي كمدرسة بكل أشكالها وجامعة في رعاية وإعداد الأجيال وتصويب خطاها.
5- هل نسيت كإدارة مدارس وجامعات أن هذه المؤسسات العلمية التربوية أوجدت من أجل هدف تربوي وعلمي في آن معاً، فهل تسير هذه المدارس والجامعات وفق الخط الصحيح المرسوم لها؟
6- هل يحتاج هذا الخط إلى تعديل وتصويب بما يواكب التقدم والعصر فمثلاً عندما كان المغفور له الأستاذ ساطع الحصري وزيراً للتعليم وقرأ الخطر الصهيوني المحدق بالوطن والأمة أسس بين الشبيبة تنظيم (الفتوة) الذي كان يدرّب على كيفية الذود والدفاع عن الوطن ويشكل الخط الثاني بعد الجيش وتدريبه على تحقيق مستلزمات الدفاع عن الوطن وفي الوقت نفسه القيام بأعمال خدمية لا تزال آثارها ظاهرة في مجتمعنا من رصف للطرقات وترميم للمباني المدرسية وغيرها من أنشطة تربوية وخدمية واجتماعية ساهمت في تعزيز لبنات المجتمع فكرياً ونفسياً وخدمياً.
7- هل نسيت إدارات المدارس والجامعات همهّا الأساسي المتمثل في تطوير رسالتها التربوية والعلمية والمجتمعية.
8- هل البرامج الدرسية الموضوعة كفيلة بتحقيق هذه الأهداف, وهل الأساتذة والمدرسون والمعلمون المكلفون بتنفيذ هذه البرامج قادرون على تحقيقها, هل تخضع الإدارات والكادر التدريسي والتعليمي لدورات تطوير مستمرة بحيث يكون أفراد هذه الكوادر قادرين على تنفيذ هذه البرامج بحنكة ودراية.
9- هل تعود هذه المدارس والجامعات إلى المعايير العلمية والتربوية والأخلاقية التي وضعتها.
10- هل تقوم المدارس والجامعات بالاختبارات الدورية الدائمة على طرائق التعليم والتدريس.
11- هل تساهم في تعميق الحوار بين التلامذة والطلبة من جهة وبين الإدارات والمعلمين والمدرسين والأساتذة من جهة أخرى.
12- هل تحرص على التأكد من هضم التلامذة والطلاب المعلومات المعطاة بشكل علمي ومدروس وقادر على تطبيقه في مناحي الحياة, والأهم من كل ذلك هل تحقق هذه المدارس والجامعات الازدواجية بين التنشئة الروحية والعلمية ذلك ما نبّه له الأديب والعبقري اللبناني المرحوم الأستاذ سعيد عقل عندما قال عن البرامج اللبنانية إنها تخرِّج أمثال (أينشتاين) علمياً ولكنها قاصرة عن تخريج نشئها وخريجيها روحياً، وأخجل أن أكتب ما قاله حرفياً مما لا يقبله عقل وفهم القارئ والسامع.